قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إنها نجحت بعد تفاوض مع مسؤولين سوريين وقوات المعارضة في مدينة حمص بإجلاء عدد من المرضى والجرحى، من دون أن يجلوا حتى الآن الصحافيين الغربيين الجريحين، إضافة إلى جثمانَي صحافيين غربيين، بحسب ما أعلن الصليب الأحمر.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في دمشق، صالح دباكة، إن «ثلاث سيارات إسعاف غادرت بابا عمرو وعلى متنها عدد من الضحايا السوريين». وأضاف: «المفاوضات مستمرة مع السلطات والمعارضين لإجلاء كل الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية طبية سريعة من دون استثناء».
وتتعرض أحياء في مدينة حمص للقصف المتواصل منذ ثلاثة أسابيع في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية. وقتل جراء القصف الأربعاء الصحافية الأميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، وأُصيب كذلك في القصف المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية أديت بوفييه.
من جهة أخرى، عززت السفارات الفرنسية والبريطانية والبولندية في دمشق جهودها لإجلاء الصحافيين الجريحين وجثماني الصحافيين القتيلين، بحسب ما أفاد دبلوماسي غربي. وأعربت روسيا عن تأييدها لدعوة الصليب الأحمر الدولي إلى «هدنة يومية من ساعتين».
وقال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، إن محافظ حمص يعمل مع الصليب الأحمر لإجلاء صحافيين اثنين مصابين محاصرين في المدينة بسبب هجمات الحكومة السورية على المعارضين. وقال، في اجتماع «أصدقاء سوريا» في تونس: «طلبت من السلطات السورية أن يذهب سفيرنا إلى هناك. لم يقبلوا ذلك، لكن محافظ حمص يعمل مع الصليب الأحمر لإتمام هذا (إجلاء الصحافيين) بأسرع ما يمكن».
وكانت باريس قد أعلنت عودة السفير الفرنسي إيريك شوفالييه إلى دمشق مساء الخميس، بحسب ما أفاد دبلوماسي فرنسي صباح الجمعة، بعدما كانت قد أعلنت في السابع من شباط، للمرة الثانية خلال أشهر، استدعاء هذا السفير احتجاجاً على قمع السلطات للمحتجين. لكن السفير عاد وتوجه إلى حمص إثر مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في الحادي عشر من شباط.
وتظاهر عشرات الآلاف من السوريين الجمعة في مناطق عدة من سوريا في ما أطلق عليه ناشطون معارضون اسم «سننتفض لأجلك بابا عمرو». وأظهر إحصاء يقوم به «المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات» ما مجموعه 462 نقطة احتجاج في عدة محافظات سورية، أبرزها في إدلب، تليها حماة وحلب ودرعا وحمص ودمشق وريفها ودير الزور، فيما شهدت كل من الحسكة وطرطوس واللاذقية والرقة تحركات خجولة غالبيتها داخل الجوامع، وانعدمت التظاهرات في كل من السويداء والقنيطرة. ويوثق الإحصاء نحو 50% من هذه التظاهرات من طريق أشرطة فيديو على يوتيوب.
أمنياً، قتل العشرات في سوريا أمس، من بينهم 18 في ريف حماة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي حلب قتل ثلاثة أشخاص بنيران قوات الأمن أثناء تفريق تظاهرات. وفي مدينة حمص، قتل أربعة أشخاص في حي بابا عمرو جراء قصف القوات النظامية المتواصل منذ ثلاثة أسابيع، فيما قتل أربعة أشخاص بسبب القصف على حي الخالدية من بينهم سيدة وابنتها. وفي محافظة حمص، قتل شخص بنيران قوات الأمن في القصير، بحسب المصدر نفسه.
في المقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية «سانا» مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في حي الحميدية في حمص. وفي حمص أيضاً استسلم العشرات من عناصر المجموعات الإرهابية مع أسلحتهم للجهات المختصة.
وفي بلدة فيلون بريف إدلب انفجرت عبوة ناسفة بينما كانت مجموعة إرهابية مسلحة تزرعها لاستهداف قوات حفظ النظام والمواطنين، ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين، بحسب «سانا». وعثرت الجهات المختصة، أمس، على جثتي العقيد مدحت إبراهيم والمساعد محسن سليمان منكلاً بهما في حي القرابيص بحمص. ونقل مراسل «سانا» عن مصدر في المحافظة أن مجموعة إرهابية مسلحة كانت قد اختطفت العقيد إبراهيم والمساعد سليمان أثناء مرورهما بالحي المذكور أول من أمس. كذلك عثرت الجهات المختصة في منطقة تلكلخ على جثة مواطنة من أهالي المنطقة منكلاً بها على أيدي مجموعة إرهابية مسلحة اختطفتها أول من أمس.
(الأخبار، سانا، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز)