اقتحمت شرطة الاحتلال باحة المسجد الأقصى، عقب صلاة الجمعة أمس، وأمطرتها بالقنابل الصوتية والغازية، بعدما اشتبكت مع فلسطينيين، ما أسفر عن وقوع عدة اصابات واعتقالات. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بينما كان المؤمنون يؤدون صلاة الجمعة، ما دفع بعض النساء للذهاب الى داخل قبة الصخرة للحماية. وقالت الشاهدة أم محمد «كنا نصلي عندما بدأ اطلاق الغاز المسيل للدموع علينا واختبأنا داخل قبة الصخرة، كانوا في البداية يلقون القنابل المسيلة للدموع عند المسجد الاقصى، ولكنهم الآن بدأوا بضرب قنابل الغاز والقنابل الصوتية باتجاه أبواب الصخرة».
وبحسب الشرطة الاسرائيلية، فإن اشتباكات اندلعت بين قواتها ومئات الفلسطينيين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة. وقالت المتحدثة لوبا السمري «رشق الشبان الحجارة باتجاه باب المغاربة ودخلت الشرطة الى الساحة». وقدرت عدد الشبان المشاركين في الصدامات بالمئات. وأشارت الشرطة الى أنها استخدمت القنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، مضيفةً أن «عشرات الناس اتجهوا الى داخل المسجد ليحتموا منها». وذكرت المتحدثة أنه «تم اعتقال 4 اشخاص على صلة بالاحداث في الحرم وجراء رشق الحجارة، كما أُصيب 11 شرطياً عولجوا في المكان، وتم تفريق جميع المتواجدين داخل الحرم والمساجد ما عدا بضع عشرات من طاعني السن الذين لا يزالون يتواجدون في الساحات».
وأوضح قائد شرطة المنطقة نيسو شاحام للاذاعة الاسرائيلية أن «الأحداث بدأت منذ أسبوعين نتيجة تحريض وإثارة كبيرة من نشطاء اليمين الذين كتبوا على موقعهم على الانترنت «هار هبيت شيالانوا»(بمعنى المسجد الأقصى لنا)، وقمنا بإغلاق الموقع. وسنقوم باعتقالات اضافية بين اليهود والعرب».
وما لبث الهدوء أن عاد الى المسجد الأقصى. وقال مدير أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب «الوضع هادئ الآن بعدما انسحبت قوات الشرطة والوحدات الخاصة الاسرائيلية من باحات الأقصى. تفاوضنا معهم لكي لا يقتحموا قبة الصخرة أو المسجد الأقصى». وشدد «على أن هذا الوضع بات يتكرر كل أسبوع نتيجة اعلان المستوطنين المتكرر عن اقتحام المسجد الأقصى، وهناك احتقان كبير في الشارع الفلسطيني، جراء استفزازاتهم». واستشهد فلسطيني متاثراً بجروح خطرة اصيب بها الجمعة برصاص الجيش الاسرائيلي في صدامات في الضفة الغربية قرب القدس الشرقية، بحسب مصدر طبي فلسطيني.
وبالنسبة للإصابات، أعلن مصدر طبي أن «أربعة مصابين فلسطينيين وصلوا الى المستشفى (المقاصد) من جراء اصابتهم في مواجهات الاقصى اصابة احدهم متوسطة في الرأس جراء قنبلة صوت، والباقون اصاباتهم خفيفة». وقال مصدر آخر من عيادة الأقصى في باحة المسجد «عالجنا خمسة مصابين جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي ومعظمهم من كبار السن ولقد قدمنا لهم الاسعافات اللازمة».
وفي خان يونس، نظمت حركة «حماس» تظاهرة شارك فيها آلاف الفلسطينيين، تضامناً مع المسجد الأقصى في البلدة القديمة بمدينة القدس الشرقية. وردد المتظاهرون «بالروح بالدم نفديك يا أقصى» و«ع القدس احنا رايحين شهداء بالملايين». ودعا القيادي في حماس صلاح البردويل، في كلمة، الأمتين العربية والاسلامية الى «نصرة القدس والوقوف عند مسؤولياتها تجاه ما تتعرض له المدينة المقدسة». وشدد على ضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية من أجل «حماية القدس والمسجد الاقصى المبارك والحفاظ على الثوابت والحقوق الفلسطينية». في غضون ذلك، شنّت الطائرات الاسرائيلية غارة جوية على شمال قطاع غزة فجر أمس. وقال بيان لجيش الاحتلال «خلال الليل قامت طائرات اسرائيلية بضرب مواقع تستخدم في انشطة ارهابية شمال قطاع غزة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)