ليست معركة تدمر، رغم الحشد العسكري الكبير لاسترجاعها، بهذه السهولة، بالنسبة إلى العسكريين المشاركين في المعارك. المصادر الميدانية أكدت لـ«الأخبار» أن الطريق إلى تدمر ليس بعيداً، على الرغم من الخشية الدائمة من المفاجآت. الجيش دخل قلعة تدمر أخيراً، إضافة إلى سيطرته على طريق عام تدمر ــ دير الزور، ما أفضى إلى انهيارات إضافية في دفاعات «داعش» داخل المدينة. التقدم استمر داخل حي العامرية، بحسب المصادر، في ظل اشتباكات عنيفة في القسم الشمالي الشرقي من المدينة التاريخية. وبالتزامن مع سيطرة القوات السورية على جزء كيبر من بساتين المدينة ومواصلة تمشيط المباني المسيطر عليها حديثاً من العبوات الناسفة، أعلنت مصادر ميدانية أن «داعش» ينسحب من عدة أحياء.
ما يعيق تقدم
الجيش تفخيخ «داعش»
معظم المباني
وأضافت المصادر أن ما يعيق التقدم السريع تفخيخ معظم المباني، إنما مسألة تحرير المدينة ليست إلا «صبر ساعة». ومع حصار القوات السورية مطار تدمر العسكري، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض مقتل ما يزيد على 24 عنصراً من تنظيم «داعش» خلال الاشتباكات في محيط مدينة تدمر. في حين لم تبدُ خسائر الجيش قليلة، في ظل المعارك المتركزة في حيي المتقاعدين والجمعية الغربية، ووقوع إصابات عدة. الخسائر أمس، في مدينة تدمر، تجلّت باستشهاد قائد الفوج 64 ــ مدفعية، العميد شعبان العوجة، إثر استهدافه ضمن قلعة تدمر، إذ كان بين أوائل المتقدمين نحو تلة القلعة الأثرية. واعتبر مصدر ميداني في المنطقة أن خسارة العوجة لا تعوّض، باعتباره من ألمع ضباط المدفعية في الجيش السوري، وخبرته القتالية في مدينة حمص وباقي المدن السورية، حيث لعب دوراً هاماً في تحرير بابا عمرو والخالدية والزارة وشاعر ومهين ومعارك الريف الشرقي، إضافة إلى دور سلاح المدفعية الذي يديره في معارك ريف حماه وجسر الشغور، وصولاً إلى تحرير كسب بمشاركة قواته. ولفت المصدر إلى أن العوجة لطالما وقف على الخطوط الأولى مع جنوده وضباط مدفعيته. وكان التقدم المتواصل للجيش في محيط مدينة تدمر قد ساهم في عزل مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي عنها، عبر سيطرته على الأوتوستراد الواصل بينهما من جهة دوار دمشق ــ تدمر. يأتي ذلك بعد إعلان تنظيم «داعش» عزل «والي» مدينة القريتين، المدعو أبو عبد الرحمن التونسي.
وفي ريف إدلب الجنوبي، خرجت تظاهرة في مدينة معرة النعمان، مندّدة بممارسات مسلحي جبهة النصرة. وطالبت التظاهرة بإعادة السلاح إلى «الفرقة 13» التابعة لـ«الجيش الحر». كما خرجت تظاهرة أُخرى في قرية الغدفة في ريف إدلب لمطالبة «اللجنة الشرعية» بإطلاق المعتقلين من «الفرقة 13».
في سياق آخر، أعلن مركز التنسيق الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا أن مراقبيه رصدوا 7 خروقات لوقف الأعمال القتالية، خلال الساعات الـ 24 الماضية، مع صمود الهدنة في البلاد عموماً.