بين الأمس واليوم في مصر فارق كبير. الأمس قبل عام، حين خرجت الجموع للمرة الأولى في وجه الرئيس المخلوع حسني مبارك، مستلهمة تجربة الثورة التونسية الوليدة التي كانت قد أسقطت زين العابدين بن علي. أيام عديدة سقط بعدها مبارك لتبدأ رحلة مصر ما بعد الثورة. ظن كثيرون، حتى الثوار أنفسهم، أن الثورة انتهت مع إعلان التنحّي الذي تلاه عمر سليمان، وتولّي المجلس العسكري مقاليد الحكم في البلاد. غير أن الأيام التالية أكدت أن الثورة لا تزال في بدايتها، وإسقاط الرأس لا يعني أن الجسد بات فاقداً لتوازنه، فسرعان ما استعاد بعضه بخلق رؤوس متعددة تخلق الأجواء نفسها التي كانت سائدة في عصر مبارك، مع فارق أن المجتمع لم يعد نائماً. اليوم يحتفل المصريون بالعيد الأول للثورة مع إنجازات ليست قليلة، لعل أهمها الانتخابات وما أفرزته من إيصال المطاردين سابقاً إلى أول طريق الحكم، غير أن العين لا تزال على الغد، فالثورة لا تزال مستمرة وطريق تحقيق أهدافها لا يزال طويلاً.