قدّم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الذي يرأسه الجنرال المتقاعد يعقوب عميدرور، ذو الميول اليمينية المتشددة، توصية إلى حكومته للعمل بنحو مركّز حيال الرئيس الأميركي باراك أوباما، طمعاً في دفعه إلى «قدر أقل من السذاجة في تعامله العلني مع ظاهرة صعود الإخوان المسلمين في مصر»، مع التشديد على أنه يمكن الرهان على خلاف إيران «الشيعية» مع «الإخوان» إذا «تصرفت إسرائيل بالذكاء اللازم». وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أمس، أن مجلس الأمن القومي، المسؤول عن تقديم تقديرات الوضع والخطط السياسية للحكومة الإسرائيلية، أجرى خلال الأيام الأخيرة مداولات مكثفة تحت عنوان «تحدي صعود الإخوان المسلمين وتوابعهم»، مشيرة إلى أن هذه المداولات جرت على خلفية القلق الإسرائيلي المتنامي من فوز الحركة الإسلامية في الانتخابات المصرية، وخصوصاً في ضوء رؤيتها السياسية، ومواقف متكررة لقياديين فيها «تعرّض اتفاق السلام الإسرائيلي المصري للخطر». كذلك تطرق النقاش إلى موقف القوى العظمى من التطورات الإقليمية. وتمحور البحث حول موقف الولايات المتحدة، على قاعدة أن أداءً سياسياً صائباً من قبلها يمكن أن يؤثر على وجهة الأمور كما على الوجه الإسلامي للأنظمة التي يفوز في انتخاباتها «الإخوان المسلمون». وخلص النقاش إلى أن الحركة الاسلامية المذكورة «لا تمثّل قوة دينية وثقافية فحسب، بل تُعدّ نسخة للأيديولوجيا الشمولية الأوروبية، لكن بصبغة دينية». وقدّر المشاركون في هذه الاجتماعات أنّ من شأن التأثير الأميركي والأوروبي على سلوك «الإخوان» أن يتكرّس عبر استخدام رافعات ضغط اقتصادية، «لأن ممارسة السلطة بنحو فاعل من قبل الحركات الإسلامية يتطلب أخذ المساهمين والمستثمرين الأوروبيين والأميركيين في الاعتبار». وفي الختام، توصل النقاش إلى خلاصة مفادها ضرورة التكيف مع واقع وصول «الإخوان» إلى السلطة في عدد كبير من الدول العربية، مع التوصية لحكومة بنيامين نتنياهو ببذل الجهد لدى الإدارة الأميركية «على أمل إخراج أوباما من سذاجته في التعامل مع الإخوان المسلمين». وشددت الخلاصات على وجود مصلحة مشتركة لمصر بالعمل ضد النظام الإيراني «الشيعي» وبرنامجه النووي الذي يسعى من خلاله «إلى السيطرة على المنطقة». وبناءً على ذلك، «إذا تصرفت إسرائيل بالذكاء اللازم، فستتبلور قواعد اللعبة السليمة، حتى إن منظمات عارضت إسرائيل ستعمل بنحو مختلف».