كرّر «المجلس الوطني» موقفه الرافض للمشاركة في «جنيف 2». الكتلة الأكبر في «الائتلاف» لم يظهر تأثيرها السياسي على نحو قاطع على قراراته، فالأخير لا يزال موافقاً «مبدئياً» على المشاركة في المؤتمر، كما يواصل انفتاحه على موسكو. وقال الأمين العام لـ«الائتلاف» المعارض، بدر جاموس، إنّ «وفد الائتلاف قد يزور موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس يومي 13 و14 كانون الثاني». وأبلغ وكالة «نوفوستي» الروسية أنّ «الائتلاف اتفق مع وزارة الخارجية الروسية مبدئياً على هذا الموعد». وأوضح أنّ الوفد سيكون برئاسة رئيس الائتلاف أحمد الجربا، الذي سيجري، على ما يبدو، انتخابه مجدّداً خلال الاجتماع المقرّر في إسطنبول مطلع العام المقبل، لكن جاموس حذّر من أنّ «الائتلاف لا يمكن أن يحدد موعد الزيارة لموسكو نهائياً، قبل انتخاب الرئيس الجديد». وسبق أن أعلنت الخارجية الروسية أنها تنتظر وصول وفد «الائتلاف» إلى موسكو مطلع كانون الثاني.
في موازاة ذلك، قال محمود الحمزة، ممثّل «المجلس الوطني السوري» المعارض في موسكو، إنّ «المجلس يرفض المشاركة في محادثات جنيف الشهر المقبل في ظل الظروف الراهنة». وأضاف الحمزة، في مؤتمر صحافي، «أنّ المجلس قرّر ذلك بإجماع الآراء»، مشيراً إلى «أنّه يتعيّن أن تتوافر ظروف معينة لعقد المؤتمر، وأن هذه الظروف لم تتوافر حتى الآن».
ولفت، أيضاً، إلى أنّ «الائتلاف يوافق على فكرة «جنيف 2»، من حيث المبدأ، لكنّه قدّم مطالب معينة، وسيشارك في حالة الوفاء بهذه المطالب».
إلى ذلك، عقد خبراء روس وصينيون وأميركيون ودوليون، أمس، في موسكو اجتماعاً مغلقاً حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
وأعلن مسؤول روسي كبير أنّه جرى التوصل إلى اتفاق عام بشأن نقل هذه الأسلحة من ميناء اللاذقية السورية إلى السفينة الأميركية «ام في كاب راي» الأميركية عبر إيطاليا.
ولفت رئيس دائرة الأمن ونزع الأسلحة في وزارة الخارجية، ميخائيل أوليانوف، إلى أنّه «اتفقنا على الطريقة التي سنتعاون بها في المياه الاقليمية السورية خلال نقل الاسلحة الكيميائية من ميناء اللاذقية إلى المياه الدولية».
ورست سفن دنماركية ونرويجية في قبرص في انتظار مواكبتها سفينتي شحن يفترض أن تنقلا العناصر الكيميائية من ميناء اللاذقية السوري.
وستنقل تلك السفن بعد ذلك العناصر الكيميائية إلى ميناء إيطالي، حيث ستنقل إلى السفينة الأميركية قبل العودة إلى اللاذقية لحمل آخر العناصر الكيميائية الأقل خطراً، التي ستدمرها شركات خاصة. في السياق، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في تقرير أمس، أنّ السلطات السورية قدمت خطة لإتلاف «الإيزوبروبانول» وما تبقى في ترسانتها من غاز الخردل. وأشارت المنظمة إلى أنّ دمشق قدمت هذه الخطة يوم 16 كانون الأول الجاري، أي قبل الموعد المطلوب (1 كانون الثاني)، إلى الأمانة الفنية للمنظمة. وأضافت المنظمة أنّ من المقرر النظر في هذه الخطة في موعد لا يتعدى 15 كانون الثاني. وذكرت المنظمة في تقريرها، كذلك، أنّ خبراءها تأكدوا من إتلاف السلاح الكيميائي «من الدرجة الثالثة»، أي قذائف غير محشوة بالمواد الكيميائية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)