«إنه أكبر كمين يقع فيه المجاهدون منذ بداية الثورة». بهذه العبارة، وصف قيادي ميداني بارز في المعارضة السورية لـ«الأخبار» الكمين الذي نفذه الجيش السوري أمس في منطقة القلمون، في ريف دمشق الشمالي. يروي المصدر ما جرى، متحدثاً عن طريق بين مدينتي يبرود وجيرود، كان يستخدمه المقاتلون المعارضون لدخول منطقة القلمون والخروج منها، بعيداً عن أعين الجيش السوري. «لكن يبدو ان جيش النظام اكتشف هذا الطريق، فزرع عبوة ناسفة انفجرت قبل يومين أدّت إلى استشهاد 10 من جبهة النصرة». لم يكن لدى المقاتلين خيار آخر. أرادوا إدخال نحو 250 مقاتلاً من «جبهة النصرة» إلى مدينة يبرود التي تتعرض لقصف عنيف من الجيش السوري، بعدما باتت آخر المعاقل الكبرى الخاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة القلمون، بعدما حرر الجيش السوري بلدات قارة والنبك ودير عطية. المقاتلون الآتون «لنصرة يبرود» لم يكونوا يتوقعون ان تكون الأرض مفخخة تحت أقدامهم. يؤكد مصدر ميداني بارز في المعارضة أن القوة وقعت في كمين محكم للجيش السوري، ما ادى إلى مقتل «بين 60 و70 مقاتلاً، وفقدان عدد آخر وأسر جزء ثالث». وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن القادة الميدانيون المعارضون في منطقة القلمون قد تمكنوا من إحصاء كافة خسائر قواتهم نتيجة الكمين. في المقابل، ذكر مصدر عسكري لوكالة «سانا» الاخبارية أن وحدة من الجيش «قضت في كمين محكم على عشرات الإرهابيين ممن يسمى جبهة النصرة بين بلدتي معلولا والقسطل بريف دمشق، وصادرت أدوات إجرامهم».
وفي السياق، ذكر التلفزيون السوري عن إدخال نحو 150 مسلحاً بين قتيل وجريح الى عرسال بعد وقوعهم في الكمين، لكن سرعان ما نفى مختار البلدة هذا الخبر، مشيراً الى انه «خلال المعارك في قارة دخل الى بلدة عرسال بعض المسلحين لمعالجة جروحهم». من جهته، ذكر مصدر في جهاز الطوارئ والاغاثة التابع لـ «الهيئة الطبية الاسلامية» في البلدة لوكالة «الاناضول» عن وصول نحو 20 جريحاً من سوريا إلى مشفى مركز طبي في البلدة من تحديد المنطقة التي أصيبوا فيها.
في موازاة ذلك، قتل 15 مسلحاً، وأصيب أكثر من 30 آخرين، من جراء انفجار لغم على الطريق الدولي بين مدينتي النبك ويبرود في القلمون، في وقت كثّف فيه الجيش ضرباته الجوية على يبرود أمس.
كذلك وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدفاع الوطني من جهة، والمسلحين من جهة أخرى، في مناطق عدرا العمالية ودوما ومخيم خان الشيح في ريفي دمشق الشمالي والجنوبي.
وفي حلب (شمال سوريا)، سيطر الجيش السوري على تلة الزرزور في النقارين (شرق حلب)، في وقت نشبت فيه اشتباكات في المدينة الصناعية في الشيخ نجار ومحيط سجن حلب المركزي وقرى تل عزان والزرزور وحريتان، كما شنّ الجيش قصفاً عنيفاً على تجمعات المسلحين في بلدات عندان وماير ومسكنة ومعارة الأرتيق والكاستيللو وكفر داعل والوضيحي ومحيط جسر الحج في حي السكري والميدان ومساكن هنانو.
في موازاة ذلك، قتل 18 مسلحاً بينهم قيادي في «كتيبة عمار بن ياسر» من جراء غارة للجيش السوري على حي المشهد في حلب، إضافة الى وقوع 5 قتلى و28 جريحاً إثر سقوط قذائف هاون على حي الجميلية وسط المدينة.
وفي إدلب، استهدف الجيش المجموعات المسلحة فى قريتي البشيرية وقسطون الشرقية بريف جسر الشغور وقضت على «ارهابيين واصابت آخرين في قرى مارتين وجدار بكفلون ومدجنة معدل وابو الضهور في ريف إدلب»، حسبما ذكر مصدر لـ «سانا».
الى دير الزور (شرق سوريا)، ارتفعت حدة الاشتباكات بين الجيش والجماعات المسلحة، ولا سيما تنظيمي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة»، حيث نشبت المعارك في محيط المطار، كما أعلن «الجيش الحر» من جهته سيطرته على قرية الجفرة الموالية للنظام بعد معارك ضارية.
وفي اللاذقية (شرق سوريا)، أعلن مصدر في الدفاع الوطني لقناة «الميادين» مقتل الضابط التركي عبد الرحمن تالاك في قصف استهدف تجمعاً للمسلحين في بلدة ربيعة في ريف اللاذقية، لكن لم تؤكد مصادر معارضة أو محايدة هذا الخبر.
(الاخبار)