نجح حزب «الاتحاد الديمقراطي» في استمالة كل الأحزاب الكردية نحو رؤيته لمؤتمر «جنيف 2». «نذهب كأكراد، يمثّلون الشعب الكردي في سوريا»... لسان حال التوافق في مدينة أربيل العراقية أمس. إذاً، في وفد مستقل عن الحكومة والمعارضة سيمثّل الأكراد في «جنيف 2». هذا على الأقل ما اتفقوا عليه، في انتظار موافقة رعاة المؤتمر الدولي.
حزب «الاتحاد الديمقراطي»، الركن الأساس في «هيئة التنسيق»، وبقية الأحزاب الكردية الممثلة في «المجلس الوطني الكردي» والمنضوية في «الائتلاف»، تكلّم قادتها أمس بلغتهم الأم... قولاً وفعلاً.
القيادي في حزب «الاتحاد الديمقراطي»، عبد السلام أحمد، رأى أنّه «لا يختلف الائتلاف المعارضة عن حكم حزب البعث في ما يتعلق بالموقف من الأكراد. فهم لا يعترفون بحق الأكراد في العيش في أرضهم متمتعين بحقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في إدارة منطقتهم».
وقال مسؤولون أكراد إنهم سيسعون الى الحصول على موافقة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا على إرسال وفد مستقل إلى سويسرا.
بدوره، أشار رئيس الحزب «الديمقراطي التقدمي»، عبد الحميد درويش، إلى «أنّنا اتفقنا على وفد مشترك يشكل من الأحزاب الكردية الرئيسية. لن ننتهي من التفاصيل حتى نتحدث مع القوى الأجنبية والأمم المتحدة لاستطلاع رأيها».
واعتبر أحمد أنّ الزعماء الأكراد سيعرضون مطلبهم على المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي، لكنهم سيسعون أيضاً الى اقناع الولايات المتحدة والدول الخليجية.
وقد يعقّد مطلب الأكراد الاستعدادات لمؤتمر جنيف، إذ رأى أحمد أنّ «روسيا مستعدة لقبول وفد ثالث للاكراد، لكن القوى الأخرى وخصوصاً الولايات المتحدة تصرّ على أن تكون المفاوضات بين طرفين». وأردف أنّه «إذا أصروا على وفد واحد شامل للمعارضة فسنذهب مع المعارضة في شكل مجلس قانوني كردي موحد داخلها، لكننا نؤمن بشدة بمبدأ أن الأكراد يستحقون أن يكون لهم تمثيل مستقل».
في السياق، عقد رئيس «الائتلاف»، أحمد الجربا، اجتماعاً مع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، في أربيل. وأكّد الجربا «أهمية توحيد الصفوف من خلال إعادة هيلكة كاملة للجيش الحر مع إحداث وزارة دفاع في الحكومة السورية المؤقتة». وعلى الصعيد السياسي، أشار إلى ضرورة تهيئة البيئة المناسبة والظروف الموضوعية، من فك الحصار عن المناطق المحاصرة وغيرها من المطالب، قبل الكلام عن مؤتمر جنيف. من جهته، أكّد البرزاني «على عمق التعاطف مع الشعب السوري، وتقديره لهول ما يعانيه من مآس كارثية، يتعرض لها جراء عمليات القصف الممنهج من قبل النظام على مدنه وقراه وأحيائه السكنية». وأوضح أن حكومة إقليم كردستان تولي أهمية للقضية السورية، بسبب عمق الصلات التي تربط الشعبين السوري والكردي، بالاضافة إلى التأثر المباشر بما يحدث في سوريا نتيجة علاقات الجوار. وشدّد على أنّ ذهاب المعارضة السورية إلى جنيف يعتبر استحقاقاً مهماً يجب أن توفر الظروف الموضوعية لإنجاحه، لكن هذه الظروف لم تتوفر بعد، لذلك فمن الصعب أن يخرج المؤتمر بنتائج ايجابية تلبي تطلعات الشعب السوري وتنهي الأزمة السورية.
إلى ذلك، أفاد مصدر في «الائتلاف» أنّ وفداً منه غادر أمس إلى جنيف، ليلتقي عدداً من المسؤولين الروس في مقر السفارة الروسية. وأضاف المصدر أنّ الوفد سيجتمع بالمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أيضاً.
في موازاة ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، إنّه لم يجر حتى الآن تحديد أسماء وفد المعارضة السورية في مؤتمر «جنيف 2». وأضاف، قبيل انعقاد لقاء ثلاثي بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف في إطار التحضير للمؤتمر: «في ما يخص الحكومة، فهي أعلنت عن مشاركتها في المؤتمر دون أية شروط مسبقة. لكن ليس لدينا حتى الآن تأكيد واضح من قبل المعارضة». وتابع أن الجانب الروسي سيسأل الأميركيين خلال اللقاء بشأن مدى استعداد المعارضة للمشاركة في المؤتمر، وبشأن الشخصيات المعينة التي ستمثل المعارضة في المؤتمر.
إلى ذلك، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وفي كلمته أمام «ملتقى الشباب العربي الأفريقي البيئي الخامس»، أشار العربي إلى أنّ «المؤتمر عندما يعقد سوف يستغرق بعض الوقت لتلمّس نتائجه، وكل يوم يسقط المزيد من الضحايا ودمار يلحق بالبلاد، لذا لا بد من وقف القتال وحقن الدماء وهو ما طالبت به الجامعة مراراً».

دمشق تردّ: ترشح الأسد طبيعي

في سياق آخر، أكدت دمشق أن لا أحد يمكنه أن يمنع الرئيس السوري بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية في 2014، بحسب ما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وأضاف، في حديث لوكالة «فرانس برس»، «اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري أن يترشح. من يمكنه أن يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في أن يكون مرشحاً».
وكانت وكالة «انترفاكس» الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قوله إنّ «تلميحات الرئيس السوري بشار الأسد بأنه قد يسعى لاعادة انتخابه عام 2014 لا تساعد الوضع في سوريا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)