أعلن وزير دفاع جنوب السودان كوال منيانق مقتل أكثر من 500 شخص ما بين مدني وعسكري خلال يومين من المعارك في جوبا بعد إحباط محاولة الانقلاب، في حين أعلنت الحكومة اعتقال 10 أشخاص بارزين بينهم وزراء سابقون لاتهامهم في محاولة الانقلاب على نظام الرئيس سيلفا كير. وأشار وزير الإعلام السوداني الجنوبي ميشيل ماكوي في تصريح له أمس إلى أن 5 من المطلوبين لمشاركتهم في التآمر، بينهم الأمين العام السابق لحركة تحرير جنوب السودان، باغان أموم، وحاكم ولاية الوحدة السابق تابان دينق غاي، تمكنوا من الفرار. وبين الانقلابيين الذين ألقي القبض عليهم وزير الخارجية السابق قير تشونق ألونق ونائب وزير الدفاع السابق ماجاك أقوت والقائد السابق في حركة تحرير السودان دينق ألور كول.
وتواصلت حتى ظهر أول من أمس، اشتباكات اندلعت في وقت متأخر من مساء الأحد، بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، قبل أن يخرج الرئيس سيلفاكير ميارديت، ويعلن أن «الحكومة بسطت كامل سيطرتها (ظهر الإثنين) بعد محاولة انقلاب، أُلقي القبض على بعض منفذيها». واتهم نائبه السابق ريك مشار (ومجموعته وبينها اموم) بتزعم المحاولة الانقلابية «الفاشلة».
وبدأت صباح أمس، الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في عاصمة جنوب السودان، في الوقت الذي تحدث فيه مصدر أمني عن اختفاء مشار.
في هذا الوقت، طالب رئيس حزب «الحركة الشعبية للتغيير الديموقراطي»، المعارض، في جنوب السودان، لام أكول، بمحاكمة المتورطين في الأعمال العسكرية التي شهدتها جوبا، واصفاً إياها بأنها «منافية للعمل السلمي الديموقراطي الذي يجب أن يحكم العمل السياسي في الدولة الوليدة».
وفي تصريحات هاتفية لوكالة «الأناضول» بعد عودة الاتصالات الى العاصمة، قال أكول، إن «مصلحة البلاد تتطلّب محاكمة المتورطين، لا صدور عفو في إطار تسوية سياسية للصراع داخل الحزب الحاكم».
واثر الاشتباكات، اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس أن 13 الف مدني لجأوا إلى قواعد للامم المتحدة في جوبا عاصمة جنوب السودان هرباً من المعارك الدائرة بين فصائل متناحرة في الجيش.
وكشف المتحدث باسم بان كي مون، مارتن نيسركي أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا الرئيس سالفا كير خلال اتصال هاتفي معه إلى تقديم «اقتراح لحوار» مع معارضيه لانهاء المعارك التي بدأت.
واعرب بان عن «القلق» من «المعلومات التي تحدثت عن أن اعضاء بعض المجموعات مستهدفة خصيصاً» بحسب نيسركي. وقال إنه يجب حماية كافة المدنيين «مهما كانت اتنيتهم». وعلى خلفية الأوضاع الأمنية غير المستقرة في جوبا، أمرت الولايات المتحدة أمس باجلاء دبلوماسييها وموظفيها غير الأساسيين من جوبا ووقف عمل سفارتها بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي تشهدها البلاد.
كذلك، أوصت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لمكتبها القنصلي الرعايا الأميركيين في جنوب السودان بمغادرته فوراً وحذرت مواطنيها الاخرين من التوجه اليه.
وأوضحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» حيال الوضع في هذا البلد.
(الأناضول، أ ف ب)




قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا زوما، إن الاتحاد «يناشد الحكومة والمسؤولين في جنوب السودان، وكذلك كافة الأطراف المعنيين، التحلي بضبط النفس وتجنب المزيد من العنف». ودعت الفصائل إلى «تسوية خلافاتها بالسبل السلمية في اطار احترام دولة القانون، وحقوق الانسان والنظام الدستوري».
(أ ف ب)