«المعارضة تواجه صعوبات كثيرة». عبارة لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تلخّص حال «الائتلاف» السوري المعارض، فهو يطالب بتأجيل موعد تسليمه قائمة أسماء وفده الى مؤتمر «جنيف 2»، ويواجه ضغوطاً غربية بعد أن أصبحت «مناطق بالكامل» تحت سيطرة تنظيم «القاعدة» والقوى الإسلامية المتحالفة معها.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنّ المساعدة الأميركية غير القاتلة لـ«الجيش الحر» في شمال سوريا، والتي علّقت قبل أيام بعد سيطرة «الجبهة الاسلامية» على مخازن سلاح «الحر»، قد تستأنف «سريعاً جداً». وفي مقابلة مع شبكة «اي بي سي» الأميركية، أضاف كيري: «لكنني أعتقد أن من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل في شكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى».
وأكد الوزير الأميركي أنّ إدارة بلاده تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا، مشيراً إلى أنّه «لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات». وأعلن أنّ المعارك بين أطراف المعارضة السورية أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة، وأنّ بعض المناطق «باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة القاعدة».

من جهته، قال فابيوس أول من أمس إنّه «متشائم» بشأن الوضع في سوريا، ولديه شكوك قوية في نجاح مؤتمر «جنيف 2». ورأى، في كلمته خلال «مؤتمر السياسة العالمي» المنعقد في موناكو، أنّ «(الرئيس السوري) بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين إلى جنيف. وعلى الرغم من أن للأسد أخطاءً كثيرة لكنه ليس أبله... فلا نستطيع أن نرى سبباً يجعله يسلّم كل سلطاته. وبالنسبة إلى المعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة».
في موازاة ذلك، قال عضو «الائتلاف» المعارض فايز سارة إنّ وفد «الائتلاف» إلى مؤتمر «جنيف 2» سيكون ممثلاً لكل أطياف المعارضة السورية في الداخل السوري وفي الخارج. وفي تصريحات إلى وكالة «الأناضول»، أضاف المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس «الائتلاف» أنّ «هناك توجهاً أن يكون أغلب الأعضاء الممثلين في الوفد من خارج دائرة الائتلاف»، مشيراً إلى أنهم «لا يحتكرون المعارضة، كما يروج البعض».
وطلب المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي من المعارضة والحكومة السوريتين تسليمه قائمة بالأسماء التي ستمثلهما في المؤتمر في موعد أقصاه 27 كانون الأول الجاري، غير أنّ عضو «الائتلاف» يامن الجوهري قال إنّ هناك تواصلاً مع الإبراهيمي لتأجيل إعلان وفد «الائتلاف» إلى أوائل كانون الثاني المقبل، لاعتماده من قبل الهيئة العامة للائتلاف في اجتماعها المقبل في إسطنبول.
من جهة أخرى، استبعد سارة أيّ تأثير لتوجيه الدعوة لإيران لحضور المؤتمر على قرار «الائتلاف» بالمشاركة، مضيفاً: «لن نجلس مع إيران في شكل مباشر خلال المؤتمر أو بعده، ولن نغيّر موقفنا منها بمقدار تغيّر موقفنا من النظام، لأنّ النظام وإيران وجهان لعملة واحدة وهي القتل».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)