على إيقاع عودة التوتر الى جبل الشعانبي في محافظة القصرين التونسية (وسط غرب)، قرب الحدود مع الجزائر، حيث قتل أمس ضابط في الجيش التونسي بلغم زرعه متشددون إسلاميون، أعلن زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي، أمس، أن توافقاً إيجابياً سيُعلن عنه اليوم أو غداً في مؤتمر صحافي. وقال الغنوشي، الذي يمثل الترويكا الحاكمة، على أثر لقائه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، الذي يمثل راعي الحوار الرباعي، إن «الأطراف السياسية قريبة من التوافق على اسم الرئيس الجديد للحكومة». واعتبر زعيم «النهضة» أن ذلك يمكن أن يكون خلال الساعات الـ 48 المقبلة.
وكان العباسي قد أعلن أنه تم تأجيل الإعلان عن فشل الحوار وأن التوافق على رئيس الحكومة الجديدة تم تأجيله الى يوم الأربعاء. ويبقى في حلبة السباق على رئاسة الحكومة كل من جلول عياد والعميد السابق للمحامين، شوقي الطبيب، الذي رشحته الجبهة الشعبية (ائتلاف اليسار)، بينما فوضت عدة أحزاب الرباعي الراعي للحوار لاختيار رئيس الحكومة الجديد، مثل حزب نداء تونس، والحزب الجمهوري، وحزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد.
ميدانياً، أفادت مصادر أمنية مطّلعة بأن ضابطاً في الجيش التونسي قُتِل وأصيب مجند أمس، جراء انفجار لغم في جبل الشعانبي على الحدود الجزائرية. وأضافت المصادر إن الضابط برتبة نقيب، والمجند يعمل في وظيفة وكيل مختص في الهندسة العسكرية، مشيرة إلى أن الأخير تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الرأس.
ولفتت المصادر إلى أن المعلومات الأولية تشير أيضاً إلى أن العناصر الإرهابية الملاحقة في الجبل منذ حوالى عام هي وراء العمليّة.
وفي سياق متصل، قال رئيس الأركان نائب وزير الدفاع الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، إن وزارة الدفاع الجزائرية قامت بإرجاء تغييرات جوهرية على جهاز الاستخبارات العسكرية، وذلك أمام توتر الأوضاع السياسية في تونس وتصاعد خطر الإرهاب، وأيضاً لأهمية تونس من الناحية الأمنية بالنسبة إلى الجزائر.
وحسبما ذكرت جريدة «الشروق» أمس، فإن جهاز الاستخبارات الجزائرية يتوقع تطور الأوضاع في تونس مع مطلع السنة المقبلة إلى الأسوأ، والتي ربما ستفضي الى مواجهات مسلحة بين مجموعات سلفية متشددة تسعى الى استغلال الأزمة السياسية الحالية ووصول الحوار بين السلطة والمعارضة الى طريق مسدود لفرض نفسها كبديل سياسي وإعادة السيناريو المالي والليبي في المناطق التي يصعب على الدولة السيطرة عليها كالجنوب التونسي والجنوب الغربي وأقصى الشمال الغربي.
كما تتوقع الاستخبارات الجزائرية حدوث انتفاضة شعبية في تونس أو عصيان مدني في مطلع السنة المقبلة ستستغله المجموعات المسلحة والخلايا النائمة لفرض سيطرتها ولو بقوة السلاح.