نواكشوط | وسط استياء واسع في عموم موريتانيا، ينتظر الموريتانيون بفارغ الصبر على إيقاع ساخن نتائج الانتخابات التي لم تظهر حتى وقت متأخر من مساء أمس، رغم أن الاستحقاق كان السبت الماضي. وسط حرب نفسية بين الحزب الحاكم وخمسة أحزاب معارضة شاركت في الانتخابات خروجاً على قرار عشرة أحزاب أخرى معارضة قاطعت الانتخابات، شهدت عدة مدن موريتانية خلال الساعات الماضية اشتباكات بين أنصار هذه الاحزاب الخمسة ووحدات من الأمن.
وندد مدير حملة التحالف الشعبي التقدمي، محمد الأمين ولد الناتي، بقمع السلطات لأنصار حزبه في مدينتي نواذيبو وازويرات، حيث وصلت تعزيزات أمنية غير مسبوقة اليهما تزامناً مع إعلان النتائج المرتقب.

وقال ولد الناتي، وهو قيادي ناصري، إن «السلطات استخدمت القوة المفرطة لفض اعتصامات سلمية في عدد من مناطق البلاد نُظّمت احتجاجاً على الخروقات التي شابت العملية الانتخابية».

ورداً على قمع أنصارها، سارعت الأحزاب المعارضة الخمسة، وهي حزب الصواب البعثي، وحزب التحالف الشعبي التقدمي، وحزب التجديد الليبرالي، وحزب الوئام، وحزب «تواصل» الإسلامي، الى التلويح بمقاطعة الشوط الثاني من الانتخابات.



وقال رئيس حزب الصواب، عبد السلام ولد حرمه، إن أحزاب المعارضة المشاركة قد تعلق مشاركتها في الانتخابات الحالية إن تأكد عجز اللجنة المستقلة للانتخابات.



لكن رئيس البرلمان المنتهية ولايته، مسعود ولد بلخير، رئيس حزب التحالف، حمل بشدة على لجنة الانتخابات، وقال إنه حذر عدة مرات من عجزها وعدم جاهزيتها وشفافيتها، مؤكداً أن على الشعب الموريتاني التخلص منها، لأنها «غير مسؤولة».

وتشير النتائج غير الرسمية، التي يُنتَظر إعلانها من وقت الى آخر، إلى تقدم الحزب الموريتاني الحاكم بنحو ثلث المقاعد، في حين حقق كل من الحزب الاسلامي المعارض وحزب التحالف والوئام نتائج معتبرة.

وعلى هامش هذه الأحداث سارع زعيم المعارضة أحمد ولد داداه، الذي يقاطع الانتخابات، إلى تبرير مقاطعته، معتبراً أن «النظام الأحادي سيّر العملية الانتخابية بشكل خارق للقانون من خلال التركيز على البعد القبلي والعودة بالبلد إلى الوراء بشكل خطير للغاية».

وقال ولد داداه إنه بعد ثلاث وخمسين سنة من الاستقلال، الذي كانت ذكراه أمس، تعود موريتانيا إلى القبلية والجهوية والمحسوبية وسوء التسيير والرشوة، مضيفاً أن البلد يتجه إلى الهاوية.