لا تزال ليبيا ساحة تصفية حسابات مع القوى الأمنية، حيث قُتِل ستة عسكريين في الجيش الليبي وأصيب آخر بجروح بليغة في عمليات اغتيال متفرقة خلال اليومين الماضيين في مدينتي درنة، وبنغازي التي تشهد اضراباً مستمراً بسبب المواجهات العنيفة بين الجيش وجماعة «أنصار الشريعة» الجهادية والتي حدثت الاثنين الماضي. في هذه الأثناء، أطلق الرائد عبد السلام جلود، أحد رفاق الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، من العاصمة الفرنسية باريس أمس، «مبادرة من أجل أن تبدأ الأمة رحلة النهضة والتقدم والحضارة»، دعا فيها إلى حكم إسلامي _ ليبرالي مشترك في الفترة الانتقالية في دول «الربيع العربي».
وقال جلود الذي شارك في حكم ليبيا بعد «ثورة الفاتح» التي قادها القذافي في أيلول 1969، إن مبادرته «موجهة إلى الأحزاب والرموز الوطنية والقومية والنخب الثقافية والفكرية والقوى الثورية الحقيقية في كل الأقطار العربية، سواء التي قامت فيها انتفاضات ثورية أو التي شهدت أو تشهد حراكاً سياسياً واجتماعياً».
وتقسم المبادرة القوى السياسية إلى قوتين: «القوى الإسلامية متجسدة في حزب أو مجموعة أحزاب، والقوى الليبرالية والقومية واليسارية متمثلة في عدة أحزاب».
ودعت المبادرة إلى اعتبار المرحلة الحالية «مرحلة البناء وتعلم الديموقراطية» مرحلة انتقالية يتم خلالها تأسيس الدولة والمجتمع الديموقراطيين، والتي تستمر لدورتين أو ثلاث دورات برلمانية، تكون قيادة هذه المرحلة بـ«التوافق والشراكة بين القوتين (الإسلامية والليبرالية)، بغض النظر عن نتائج الانتخابات».
وفي طرابلس العاصمة، فجَّر مجهولون ضريح القائد العثماني مراد آغا، في ضاحية تاجوراء، فجر أمس، بكمية من المتفجرات، بحسب شهود عيان.
وأدان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، حادثة تفجير ضريح مراد أغا، واصفاً إياه بـ«العمل الإرهابي المسيء لليبيين وتاريخهم النضالي». ولفت إلى أن حكومته «تعاني أزمة مالية قد تضطرها إلى الاقتراض بسبب توقف إيرادات النفط».
على صعيد آخر، بيّن زيدان أن «وزارة الداخلية بدأت بتركيب كاميرات مراقبة أمنية سرية للغاية في شوارع بنغازي».
وقال زيدان إن ليبيا ستعجز عن دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وقد تضطر إلى الاقتراض للوفاء بالتزامات الميزانية إذا استمرت الإضرابات النفطية.
أمنياً، قتل خمسة عسكريين بالرصاص، إضافة الى ضابط صف برتبة رئيس عرفاء وحدة في قوات مشاة البحرية في مدينتي بنغازي ودرنة، في حوادث متفرقة.
(أ ف ب، رويترز)