أبدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، رفضه المساس بقوات «الحشد الشعبي»، مؤكداً أنه لا يحق لأحد تحديد من يشارك في القتال ضد تنظيم «داعش»، ومتعهّداً في الوقت ذاته برفع العلم العراقي في مدينة الموصل «قريباً».
وقال العبادي، في بيان على هامش اجتماع مع قيادة ومسؤولي وألوية «الحشد»، إن «الحشد الشعبي مؤسسة تابعة للدولة، والمسّ بها مسّ بالدولة العراقية»، مشيراً إلى أنه «ليس من حق أحد أن يحدّد لنا من يشارك في المعركة من عدمه، ولا يحق لجهة أن تمنع مواطن من المشاركة في تحرير أرضه».
وأكد أن «ما تحقق من انتصارات وتحرير للأرض لتعلو راية الوطن والدفاع عن المقدسات أمر مبارك، وتحقق بفضل الفتوى المباركة للمرجعية الدينية الشريفة، ونقف حالياً على أعتاب مرحلة جديدة من الانتصارات لتحرير جميع الأراضي». وأضاف أنه «كلما نقترب من النصر النهائي ونحقق الانتصارات المتتالية تكثر الشائعات، وعلينا التصدي لها»، موضحاً أن «فكر هذه العصابات ومن يدعمه سينقلب على أصحابه ولن يكون أحد بمنأى عنه». كذلك أشار إلى أن «النصر سيكون قريباً وسنرفع العلم العراقي في الموصل».
من جانب آخر، رأى العبادي أن «حرية التعبير والتظاهر أمر مكفول دستورياً، وحماية المواطن والمتظاهر واجب علينا، وأصل خوضنا للحرب هو حماية المواطن، وقواتنا مسؤوليتها توفير هذه الحماية»، مؤكداً أن «المواطن من حقه التظاهر للمطالبة بالإصلاح والخدمات ومحاربة الفاسدين وغيرها، وعلينا حمايته، ومن الضروري الالتزام بالقانون ومكان التظاهر ومنع المظاهر المسلحة».
وفي هذا السياق، أفاد مصدر في الشرطة بأن قوات مكافحة الشغب انتشرت في محيط «المنطقة الخضراء» وسط بغداد، استعداداً للاعتصامات التي دعا إليها زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، اليوم. وأشار المصدر إلى أن «قيادة عمليات بغداد منعت دخول أيّ خيمة قرب بوابات المنطقة الخضراء».
بدوره، أكد الصدر أن «المنطقة الخضراء معقل للفساد». وقال في بيان «أيها المعتصمون الأحبة. هذه ثوابتنا: لا دماء، لا تراجع، لا استسلام، لا صدام، لا سلاح، لا قطع طرق، لا اعتداء، لا عصيان اللجان المسؤولة عن الاعتصام، لا فساد، لا للمفسدين، لا للطائفية، كلا لسماع الشائعات، نعم للتنظيم، نعم للتعاون مع القوات الأمنية، نعم للاستمرار في الاعتصام، نعم للوطن، نعم للإصلاح، نعم للوحدة، نعم للتعقل». وأضاف أن الاعتصام سيكون سلمياً أمام بوابات «المنطقة الخضراء» «التي تعتبر معقلاً لدعم الفساد غالباً». وقال «لن يثنينا عن ذلك أي إشاعات أو أي تهديد، فاعتصامنا من أجل الوطن ولن يكون ضاراً لغير المفسدين». ودعا الصدر المعتصمين إلى «التعقل وعدم الانجرار خلف الاستفزازات، فاعتصامنا من أجل إنقاذ الوطن لا من أجل إغراقه في وحل الدماء وإرجاعه إلى النقطة الصفر».
ميدانياً، أعلنت خلية الإعلام الحربي تحرير مدينة قرب قضاء هيت، الذي يتحصّن فيه مسلحو «داعش»، والتابعة لمحافظة الأنبار. وذكر بيان للخلية أن جهاز مكافحة الإرهاب «يحرر مدينة المحمدي جنوب هيت بالكامل، ويكبّد عصابات داعش الإرهابية خسائر فادحة بالأرواح والمعدات».