شيمون شيفر ـــ «يديعوت أحرونوت» إن ما نراه «شهر عسل» مجدداً، وعودة الى العلاقات التي كانت بين فرنسا وإسرائيل في منتصف ستينيات القرن الماضي، قد يسبب خيبة أمل لأولئك الذين رفعوا سقف التوقعات الى ارتفاعات غير معروفة.
يحسن أن نعيد ترجمة الجملة الوحيدة باللغة العبرية التي أدخلها فرانسوا هولاند في خطبته في مراسم استقباله في مطار بن غوريون، وحينها قد لا تخيب آمالنا.
لنبدأ بالتفاوض مع إيران. إن الرئيس الفرنسي الذي وعد بأن يبقى «صديق إسرائيل الى الأبد»، لا ينوي أن يقلب الطاولة.
إن فرنسا، من دون صلة بإسرائيل، تُظهر منذ سنوات توجهاً أشد صرامة من الأميركيين حيال إيران. ويجب أن نتذكر أن فرنسا تملك سلاحاً ذرياً وتبيع دولاً كثيرة في العالم مفاعلات ذرية لإنتاج الطاقة. ولهذا يدقق الفرنسيون في تفاصيل التفاوض ويُظهرون تشككاً زائداً بالإيرانيين.
وعد هولاند في الحقيقة بألا تُمكّن فرنسا إيران من امتلاك سلاح ذري الى الأبد. لكن فرنسا حتى الآن تقف في صف واحد في هذا الموضوع مع القوى العظمى التي تُجري التفاوض. وسيؤيد هولاند، وهو صديق مقرب للرئيس أوباما، آخر الأمر اتفاقاً تصوغه القوى العظمى مع إيران حتى لو عبّر مندوبوه عن مواقف صارمة حتى التوصل الى اتفاق.
سيكون وهماً الافتراض أن الفرنسيين سيُمكّنون نتنياهو من عرقلة التفاوض. أفضل ما يستطيع الجانب الإسرائيلي أن يتوقعه من فرنسا لا يتجاوز السعي إلى تحسين شروط الاتفاق.
هناك موافقة من قبل المجتمع الدولي، على أن تستمر إيران في تخصيب اليورانيوم من دون الاضطرار الى إخراج أجهزة الطرد المركزي منها، وأن الاتفاق المرحلي سيجمّد الوضع الحالي فقط.
إن التنازل الإيراني المهم يتعلق باستعداد طهران للسماح برقابة دقيقة على جميع المواقع المعلومة للغرب. وسيتبيّن لإيران، مع ذلك، أن كل محاولة منها لخداع القوى العظمى ستعيدها الى النقطة التي هي موجودة فيها الآن وإلى تشديد العقوبات عليها.
يتوقع أن يعلن رئيس فرنسا في خطبته في الكنيست وزيارته لرام الله، حيث سيضع باقة زهور على قبر ياسر عرفات، تأييد بلده لإنشاء دولة فلسطينية في حدود 1967 وتعريف المستوطنات بأنها غير شرعية. وهذه النغمة لن تطيب لآذان نتنياهو وكبار وزرائه. وإذا توصل الاتحاد الأوروبي الى استنتاج بأن إسرائيل مسؤولة عن تعثر المحادثات مع الفلسطينيين وفرض عليها عقوبات اقتصادية، فستدعم فرنسا ذلك.
صحيح أن هولاند وعدنا بأن يبقى صديقنا الى الأبد. لكن التاريخ المركب للعلاقات بفرنسا يعلمنا درساً واحداً وهو أن الأمور قد تتغير. تذكّروا الكلام الذي قاله ديغول في تشرين الثاني 1967 عن إسرائيل: «شعب متسلط ونخبوي وواثق بنفسه». إن حلفاء الأمس أصبحوا خصوم اليوم.