أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان عبد الله شلح، في كلمة عبر الدائرة التلفزيونية خلال احتفال نظمته الحركة في مدينة غزة، بمناسبة ذكرى حرب الأيام الثمانية، أن «من يشك بقدرة المقاومة على استعادة الأرض، عليه أن يشك بأن تكون تلك الأرض لنا»، مبيّناً أن المقاومة في أي معركة مقبلة لا تملك إلا أن تنتصر وستحقق المزيد. وأوضح شلح أن «المشروع الوطني الفلسطيني الذي يتحدث عن دولة مستقلة على حدود عام 1967 بالمفاوضات، ليس فقط غير ممكن، بل مستحيل وأقسم على ذلك، وإسرائيل لن تتنازل عن شيء للشعب الفلسطيني». وبشأن وفاة الرئيس ياسر عرفات، قال شلح: «قتل عرفات يبعث برسالة إلى كل المراهنين على أي سلام مع إسرائيل أنه إذا كان عرفات الذي قاسمهم جائزة نوبل للسلام قتلوه، فلأي مستقبل وأي مصير ننتظر؟ وأمام ما تفعله إسرائيل من تغوّل، فالعودة الى المفاوضات أو استمرارها مضر جداً بالمصلحة الوطنية، والاحتلال من خلالها سيكسب عامل الزمن لتهويد ما تبقى من الأرض الفلسطينية».

وشدد على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على أسس جديدة تبدأ بالإقرار بفشل المفاوضات.
وفي ما يتعلق بالقدس والمخاطر التي تواجهها، أكد شلح أن «مدينة القدس والمقدسات تشهد مذبحة وحرب تطهير عرقي»، متسائلاً: «ماذا فعلت المفاوضات للقدس، وماذا فعلت السلطة والدول العربية؟».
ولفت إلى أن الأمر لم يعد مرهوناً بالقدس، فكل المقدسات الإسلامية والمسيحية مهددة.
وشدد الأمين العام لحركة الجهاد على أن مشكلة غزة هي جزء من مشكلة فلسطين، والأزمة التي تمر بها غزة هي جزء من الأزمة التي تشهدها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني، مؤكداً أنه بإرادة الشعب الفلسطيني لن يتحقق مشروع ربط القطاع بمصر وما تبقى من الضفة بالأردن.
وتحدث عن المقاومة الفلسطينية، مؤكداً أن «الشعب الفلسطيني يريد المقاومة. وأكبر دليل على ذلك هو فوز حماس بانتخابات 2006»، مضيفاً: «أقول بكل صراحة، بوجود الإخوة من حركة حماس، إن من انتقد حماس ينتقدها لأنها انخرطت في السلطة».
وقد طرح شلح رؤية لإعادة بناء المشروع الوطني على استراتيجية جديدة يكون برنامج المقاومة أساسها وعدم الاستفراد بالقرار الفلسطيني، وتؤكد أن فلسطين كلها وطن للشعب الفلسطيني أينما وُجِد، وأن الفلسطينيين شعب واحد وقضية واحدة لا يمكن الاختلاف عليها، معتبراً أنه لا يحق لأي جهة أو فئة من الشعب أن تفرض حلاً يتضمن تنازلاً عن أي حق من حقوق شعبنا كحق العودة والمقاومة والسفر والتحرك في كل بقعة في هذه الأرض.
وشدد على اعتماد حق وخيار المقاومة كبرنامج لقوى الشعب كافة، وضرورة إعادة الاعتبار للبعد العربي والإسلامي للقضية، بأن تحتض الأمة قضيتها من جديد.
(الأخبار، أ ف ب)