قدم الوفد الفلسطيني المفاوض المشارك في محادثات السلام مع إسرائيل، أمس، استقالته إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال المفاوض محمد اشتية: قدمنا استقالةً مكتوبةً إلى عباس بسبب تكثيف الاستيطان وغياب الرغبة في الوصول إلى نتائج. وأعلن عباس في حديث صحافي أنه يحاول إقناع المفاوضين بالعدول عن قرارهم، وإلا فإنه سيعمد الى تشكيل طاقم جديد، مؤكداً أن «هذه الخطوة لن توقف المفاوضات»، وأن «استئناف المفاوضات سيحتاج إلى فترة أسبوع آخر». ولفت عباس إلى أن «جولات المفاوضات التي جرت مع اسرائيل حتى الآن لم تحقق أي تقدم في أي من الملفات، وإنما كانت مجرد أحاديث»، مهدداً «باللجوء إلى عدة خيارات في حال فشل المفاوضات بعد فترة الأشهر التسعة المقررة لها، بما في ذلك احتمال التوجه إلى مجلس الأمن الدولي». أما رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات، فقد رفض التعليق على نبأ استقالته من هذا المنصب»، لافتاً في حديث صحافي إلى أن «المفاوضات توقفت فعلاً الأسبوع الماضي بسبب إعلان إسرائيل عن مشاريع استيطانية جديدة».
وفي السياق، أعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن الفجوة لا تزال واسعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ما يخص العملية التفاوضية، وذلك بسبب سياسات الاستفزاز المتواصلة وخصوصاً التوسع الاستيطاني.
وأكدت، في حديث إلى وكالة “آكي” الإيطالية خلال زيارة للولايات المتحدة، أن «القيادة والشعب الفلسطيني لن يقبلا بأي حلول جزئية أو مرحلية، بشأن السلام مع الإسرائيليين».
وفي غزة، نظمت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس، عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع (معركة السماء الزرقاء حسب تسمية السرايا). وقال الناطق باسم سرايا القدس، أبو أحمد، في مؤتمر صحافي عقب العرض العسكري، إن السرايا وكل الأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية أعدّت العدة للمعركة القادمة.
وأوضح «إن أي مواجهة قادمة مع العدو ستكون فاصلة، وإذا كان قد تم استهداف تل أبيب في معركة السماء، فالله وحده يعلم أين ستصل صواريخنا، وأي منطقة داخل فلسطين المحتلة يحتلها الصهاينة الجبناء ستضرب في المعركة المقبلة»، مشدداً على أن تلك المعركة ستكون مختلفة تماماً عن المعارك السابقة.
من جانب آخر، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن جهازي الأمن الداخلي والشرطة في قطاع غزة شنا حملة استدعاءات واعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، من بينهم نشطاء في حركة فتح، وأطفال، رافقها أحياناً أعمال تعذيب ومعاملة حاطّة بالكرامة. وطالب المركز الحكومة المقالة في غزة بالتقيد التام بالقانون، وبالكفّ نهائياً عن أعمال الاستدعاء والاعتقال على خلفية سياسية. مشيراً إلى أن الاستدعاءات تركزت منذ بداية الأسبوع بالتزامن مع اقتراب دعوة حملة «تمرد غزة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)