اللاذقية | لم يعر أهالي اللاذقية أهمية للتهديدات التي أطلقتها «جبهة النصرة» بشأن استئناف معركة تحرير الساحل السوري، لكن المعركة تبدو مستمرة مع إطلاق المسلحين اسم «أسود الجبال» على العملية الجديدة التي كانت أولى ثمارها ثلاثة صواريخ محلية الصنع سقطت في منطقة حرجية خلف مشفى العثمان الجراحي في ضاحية تشرين. وضاحية تشرين، القريبة من المربع الأمني في المدينة، تتحصن بمراكز فروع أمنية متجاورة على أطرافها، إضافة إلى مركز قيادة القوى البحرية الواقع على مدخل الضاحية الرئيسي. وأكد مصدر أمني لـ«الأخبار» أن «الصواريخ محلية الصنع أُطلقت بشكل عشوائي باتجاه أحياء اللاذقية». وترجّح القوى الأمنية أن الصواريخ أطلقت من قريتي غمام والدغمشلية القريبتين من ناحية ربيعة، مركز تجمع مسلّحي «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، مع فرضية أن تكون قد أطلقت من مكانٍ قريب من المدينة الصناعية.
وسادت حالة من الهلع لدى سكان المنطقة التي يسكنها مدنيون. لا يقتنع الأهالي بأن الصواريخ أطلقت من غمام، «غمام بتبعد 35 كلم»، يقول أحد المواطنين، «هذه الصواريخ إسرائيلية الصنع». تقول إحدى النساء في المكان إن «الصواريخ لم تُطلَق من الريف»، وإنها لمحت من شرفة منزلها العالي جسماً غريباً يُطلَق من أحد الأحياء القريبة. سماع صوت إطلاق الصاروخ وانفجاره بعد سقوطه يؤكّدان كلام المرأة، إلا أنه لا أحد في اللاذقية يرغب في تصديق هذه الإفادة، ومعظم السكّان يفضّلون تبنّي تصريحات الأمنيين والعسكريين في المدينة.
أعادت الصواريخ إلى الأذهان شبح عملية «تحرير الساحل» التي أعلنتها كتائب «النصرة» و«الدولة» وفشلت، بينما اقتصرت نتائجها على مجازر ارتكبت بحق السكان المدنيين في قرى صلنفة. أما العملية المُعلَنة حديثاً، فقد نالت اهتماماً إعلامياً هزيلاً، رغم محاولات «الجبهة» استهداف قرى البهلولية وكفرية وحكرو بقذائف الهاون.