أقيل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، قدري جميل، من منصبه بعد أيام من شائعات حول «انشقاقه» وتواجده في موسكو من دون «إذن» الحكومة السورية. مرسوم رئاسي أعفى جميل من مهامه نتيجة «غيابه عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة».
الخبر نشر خلال وجود أمين حزب الإرادة الشعبية على الهواء مباشرة مع قناة «روسيا اليوم»، حيث كان يقول إنه يمثّل خلال لقاءاته في جنيف بمسؤولين من وزرة الخارجية الأميركية «جزءاً هاماً من المعارضة السورية في الداخل»، مشدداً على أن موقف حزب «الإرادة الشعبية» و«الجبهة الشعبية» كان ولا يزال أنّ «خروجنا من الحكومة أسهل من دخولنا إليها».
وفي حديث مع «الأخبار»، قال جميل: «لست موظفاً حتى أتنازل عن استقلاليتي كفريق سياسي. أنا في الحكومة كممثل للحزب. ولا أنتظر موافقة الحكومة على الاتصالات السياسية». واعتبر أنّ لقاءه مع الأميركيين كان مفيداً، وأنّه لقاء تعارفي، «وهم يتهموننا بأننا من النظام ولسنا معارضة، ونحن قلنا لهم إنكم تعملون على استبدال البعث كحزب قائد بالائتلاف كحزب قائد».
وأكد أنه موجود في موسكو وأنه ذهب إلى جنيف في سياق التحضير لمؤتمر «جنيف 2».
وكشف جميل أنّ موسكو واشنطن تصرّان على عقد «جنيف 2» قبل نهاية الشهر المقبل. وتمهيداً لهذه المؤتمر، دعت العاصمة الروسية إلى لقاءات في وزارة الخارجية لكافة أطياف المعارضة. كذلك سوف تعقد لقاءات مماثلة في جنيف مع ممثلين عن وزارة الخارجية الروسية والأميركية والموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي كلّ على حدة، على أن تجري اللقاءات بين 5 و10 تشرين الثاني.

«جنيف 2» سيكون من يومين

وقال جميل إن مؤتمر جنيف سيجري خلال يومين، الأول «بروتوكولي»، حيث سيكون هناك كلمات لممثلين عن 50 دولة.
واليوم الثاني، سيثبّت فيه المرحلة الأولى من الاتفاق على حكومة انتقالية، يجري البحث والتفاوض حول صلاحياتها «وهناك جهد لاختيار رئيسها، والنقاش يدور حول نسب تمثيل قوى المعارضة فيها قبل الكلام عن نسب تمثيل النظام».
كذلك، وبحسب جميل دائماً، سيحذف أيّ إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد أو دوره أو موقعه في «جنيف 2».
وأكد جميل عودته إلى دمشق بعد انتهاء اجتماعات موسكو بين 7 و8 من الشهر المقبل. من ناحية أخرى، أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم الموفد العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي أنّ دمشق ستشارك في مؤتمر «جنيف 2» انطلاقاً من حقّ الشعب السوري «الحصري» باختيار قيادته ورفض أي شكل من اشكال التدخل الخارجي، مشيراً إلى أنّ المؤتمر سيكون «بين السوريين وبقيادة سورية».
بدوره، اعتبر الإبراهيمي أنّ «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والارهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، متوقعاً «أن يتوافق السوريون على هذه المبادئ باعتبارها مبادئ أساسية في نجاح المؤتمر».
بدوره، قال الإبراهيمي إنّ «الكلام الذي أقوله دائماً هو أننا نعمل حول جنيف 2، ومؤتمر جنيف أساساً لقاء بين الأطراف السورية، والأطراف السورية هي التي ستحدد المرحلة الانتقالية وما بعدها وليس أنا».
في موازاة ذلك، وبعد لقائه الإبراهيمي أيضاً، أعرب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، عن اعتقاده بوجود «تفكير جدي» لدى الولايات المتحدة «بفتح قنوات» مع دمشق، مشيراً إلى أنّ البحث في هذا الموضوع يبقى سابقاً لأوانه طالما لم يتوقف الدعم الأميركي للمعارضة. وعن تصريحات الإبراهيمي بوجوب مشاركة المعارضة بوفد موحد في جنيف، قال حيدر «لا يمكن توحيد المعارضة. من دون شك، لن نذهب تحت مظلة الائتلاف، لاننا نختلف اختلافاً جذرياً بالطرح»، واصفاً فكرة توحيد المعارضة بـ«الخيالية».
من جهته، قال رئيس «هيئة التنسيق» المعارضة في الداخل، حسن عبد العظيم بعد لقائه الابراهيمي مع أمين سر الهيئة رجاء الناصر، إنّه طالب «بأن تكون وفود المعارضة ضمن وفد موحد باسم وفد المعارضة السورية، على أن يضم ممثلي الهيئة والائتلاف والهيئة الكردية العليا».

معارك ضارية بين الأكراد و«داعش»

ميدانياً، ارتفعت حدّة المعارك بين «وحدات حماية الشعب» الكردية (YPG) وتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» أمس، في رأس العين في ريف الحسكة. وأعلنت «وحدات الحماية» في بيان «انتهاء المرحلة الثالثة والأخيرة من حملة الوفاء لشهداء تربة سبية وجل آغا»، مضيفاً: «تمكنت وحداتنا من تحرير منطقة ديريك» و8 قرى والمزارع المحيطة بها، وشركة دجلة النفطية.
في وقت استمر فيه الجيش السوري بمعاركه ضد المسلحين في ريفي دمشق وحلب، حيث أعلن الجيش السوري أنّ عدداً من المسلحين في المعضمية (ريف دمشق)، سلّموا أنفسهم وخرجوا مع المدنيين في عملية إخلاء. في المقابل، أعلنت تشكيلات سورية مسلحة في دمشق وريفها اندماجها ضمن تنظيم موحّد يحمل اسم «جيش الملحمة الكبرى». ومن بين أبرز هذه المجموعات: «لواء معاوية بن أبي سفيان» و«لواء السيف الدمشقي»، و«لواء أسود الغوطة» و«لواء عمر المختار».
إلى ذلك، قال رئيس «جبهة تحرير سوريا» وقائد ألوية «صقور الشام»، أبو عيسى الشيخ، إنّ الاندماج بين فصيله و«أحرار الشام» و«لواء التوحيد» و«جيش الإسلام» «سيكون قريباً إن شاء الله». وجاء كلام الشيخ على حسابه الخاص على «تويتر».
(الأخبار)