شدّد وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان، على ضرورة وجود حكومة وحدة وطنية في ليبيا لمواجهة تنظيم "داعش"، مشيراً في سياق آخر إلى أنّ "التحالف الدولي" الذي تشارك فيه بلاده، يحرز تقدماً بين سوريا والعراق.
وقال لودريان في مقابلة معه نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أمس: "يوجد في ليبيا الآن بين أربعة آلاف مقاتل من داعش إلى خمسة آلاف، بينهم العديد من المغاربيين والمصريين، وقد يمكن الحديث راهناً عن غياب الأوروبيين بينهم، لكن يمكن أن نصل إلى ذلك". وأوضح أنه "في غرب ليبيا، فإنّ داعش موجود في صبراتة وفي سرت، المنطقة الأكثر أهمية. باتجاه الجنوب الليبي، فإنّ نفوذ داعش يمتد على قسم كامل من الأرض، تمتد حتى الكُفرة. وفي الشرق، يعمل داعش في درنة وبنغازي، حيث تجري راهناً معارك مهمة".
ننفذ طلعات جوية استطلاعية في ليبيا، ولا أستطيع قول المزيد

وبالاستناد إلى تلك الخريطة، رأى الوزير الفرنسي أنّه يجب "بصورة حتمية الاعتراف بحكومة فايز السراج في أقرب الأوقات"، موضحاً أنها هي "وحدها حكومة وحدة وطنية، معترف بها دولياً، تتيح إطلاق عملية تسمح بوضع حدّ لتقدّم داعش".
وأوضح لودريان أنّ بلاده تعمل، عسكرياً، في ليبيا وفق الأطر الدولية الموضوعة، مشيراً إلى تنفيذ "طلعات جوية استطلاعية... (لكن) لا أستطيع قول المزيد".
وبشأن منطقة الساحل "حيث عدّل الجهاديون آليات عملهم ويستمرون بتنفيذ الهجمات"، وفق الصحيفة، قال لودريان إنّ الجماعات المسلحة هناك غيّرت من طرق عملها. وأضاف أنه عقب الهجوم الذي وقع في ساحل العاج يوم الأحد الماضي "تحققنا من أنه لم نعد نواجه جماعات منظمة ومجهزة بشاحنات، لكننا نواجه إرهاباً يتّبع الأساليب القديمة".
وبخصوص "المشرق العربي"، قال الوزير الفرنسي، إنه منذ أن غادرت حاملة الطائرات شارل ديغول منطقة الخليج في بداية الشهر الجاري "زدنا عديد القوات الجوية في قاعدتي الأردن والإمارات". ورأى أنّ تنظيم "داعش يتراجع، إذ سجّلت تقدمات ملحوظة (ضده) في الرمادي في العراق، وخصوصاً في الحسكة والشدادي في سوريا، بفضل المقاتلين الأكراد".
وأعرب عن اعتقاده أنّ التحالف "قادر على تحقيق الأهداف المحددة: استعادة الرقة والموصل"، مضيفاً أنّ "التحضيرات تتقدّم، خصوصاً بالنسبة إلى الموصل حيث يجب استعادة الأحياء (واحداً تلو الآخر)".
لكن وزير الدفاع الفرنسي أشار إلى نقطة مهمة بخصوص سوريا بقوله إنّ "هناك مشاكل تتعلق خصوصاً بجزء من الحدود السورية التركية... إذ إنّ هؤلاء (الأتراك) لا يريدون أن يستعيد الأكراد (من داعش) المنطقة المترابطة مع أراضيهم".