ارجأ «الائتلاف» المعارض اجتماعه المقرّر في اسطنبول الأسبوع المقبل مرة ثانية تحت وطأة ضغوط دولية لاقناعه بحضور مؤتمر «جنيف 2». وذكر عضو «الائتلاف»، سمير نشار، أنّ اجتماع الهيئة العامة، الذي كان مقرراً في الأول من تشرين الثاني، «أرجىء إلى التاسع» من الشهر نفسه. وأوضح، في حديث لوكالة «فرانس برس» أنّ سبب الارجاء هو «مواجهة استحقاق جنيف»، مشيراً إلى «وجود جهد دولي وأميركي تحديداً لمحاولة اقناع الائتلاف بحضور مؤتمر جنيف 2».
وتابع أن «الأوساط الدولية تحاول جمع أكبر عدد ممكن من المعارضين في مؤتمر جنيف»، لافتاً إلى أنّ «الارجاء هو لاعطاء مزيد من الوقت للنقاشات ومحاولات التأثير لتغيير المواقف»، لا سيّما داخل «المجلس الوطني السوري»، أحد أبرز مكونات «الائتلاف»، الذي أعلن رفضه المشاركة في مؤتمر جنيف.
وفي سياق ضغوط واشنطن على حليفها السوري، اعلنت الخارجية الأميركية أنّ السفير الاميركي في سوريا، روبرت فورد، التقى عدداً من قادة المعارضة السورية في اسطنبول، لاقناعهم بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2». وقالت مساعدة المتحدثة باسم الوزارة، ماري هارف، إنّ مشاركة المعارضة السورية «أمر مفصليّ، وسنواصل تشجعيهم للمشاركة في المؤتمر».
وفي السياق، نفى الرئيس السابق لـ«المجلس الوطني» وعضو «الائتلاف»، عبد الباسط سيدا، «وجود حمائم وصقور داخل الائتلاف حيال المشاركة في مؤتمر جنيف 2»، مشيراً إلى أن «النظام في دمشق لن يلتزم بقرارات المؤتمر المعني ولا بأي جسم سياسي انتقالي طالما أنه يمتلك القوة».
وأوضح، في حديث إلى وكالة «آكي» الإيطالية، أنّه «بالنسبة لنا بحثنا هذه المسألة منذ مدة وكانت النتيجة أن توصل المجلس الوطني إلى هذا القرار، والآن بعد نتائج مؤتمر لندن وبعد تصريحات رئيس الائتلاف أحمد الجربا، أعتقد أن هناك شبه توافق بين المجلس والائتلاف، ونحن في صدد إجراء مشاورات جانبية مع كتل الائتلاف ومع الدول الصديقة والشقيقة».
ورأى سيدا أنّ فرضية تغيير الموقف من المشاركة في مؤتمر جنيف ترتبط «حصراً بتغيّر المعطيات الراهنة والمقترحات الدولية»، متابعاً أنّ «ما صدر عن المجلس هو أنه إذا استمرت المعطيات الراهنة أو المقترحات بصيغتها الحالية لن نشارك، لكن إن حصل تغيير أو تبدل في الاقتراحات ربما نعيد دراسة القرار». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «الاتجاه العام للائتلاف هو عدم المشاركة، بمعنى أن المعطيات المقدمة لا ترتقي إلى المستوى المطلوب ولا تلبي التطلعات وبالتالي لا يستطيع أحد أن يجازف ويقامر وبقدم على شيء نتائجه هلامية وضبابية وبالتالي سيفقد مصداقيته لدى الشعب السوري».
إلى ذلك، أفادت صحيفة «حرييت» التركية، بأنّ الموفد العربي والأممي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، وصل إلى أنقرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك والمعارضة السورية حول مؤتمر جنيف».
ونقلت الصحيفة عن الإبراهيمي تأكيده أنّه سيلتقي بالمعارضة السورية.
(الأخبار، أ ف ب)