استعاد الجيش السوري أمس السيطرة على ثكنة الدفاع الجوي قرب بلدة حتيتة التركمان في الغوطة الشرقية، بعد معارك ضارية شهدتها البلدة في اليومين الماضيين بين الجيش والمسلّحين المعارضين. وبحسب مصادر ميدانية، فإن السيطرة على البلدة والثكنة تؤدي إلى قطع أحد الطرق الذي يصل بين الغوطتين الغربية والشرقية. كذلك فإن هذا الأمر يوسع منطقة الأمان حول طريق مطار دمشق الدولي. في المقابل، استهدف مسلحون معارضون خطاً للغاز جنوبي شرقي دمشق، ما أدى إلى توقف إنتاج الكهرباء في معامل تغذي جزءاً كبيراً من العاصمة وريفها بالطاقة الكهربائية. وأدى هذا الاستهداف إلى اندلاع حريق ضخم في خط الغاز، وإلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء دمشق وريفها. وتزامن ذلك مع انقطاع الكهرباء في مناطق بعيدة عن دمشق، كمدينة طرطوس. لكن ما لبث التيار أن عاد تدريجياً إلى عدد من الأحياء، مع استمرار انقطاعه عن أخرى حتى فجر اليوم. وأعلن وزير الكهرباء عماد خميس أن التيار الكهربائي سيعود إلى مستوى التغذية السابق خلال 48 ساعة. في موازاة ذلك، يستمر انقطاع التيار الكهربائي في غالبية أحياء مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي نتيجة توقف ضخ الغاز إلى المحطة الحرارية (شرقي حلب) الناجم عن تفجير أحد الأنابيب التي تزود المحطة بالغاز، في وقت عادت فيه الأفران الخاصة إلى خبز الطحين الحكومي بسعر قريب من السعر الرسمي بعد توريد مخزون كبير إثر فتح طريق حماة ـــ خناصر ـــ حلب.
على صعيد آخر، لم يتوقف الهجوم بقذائف الهاون على مدينة جرمانا في ريف دمشق ومناطق أخرى من الريف؛ فقد أفاد مراسل «الأخبار» في دمشق ليث الخطيب، عن سقوط قذيفتي هاون، واحدة قرب مدخل فندق الشيراتون، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، وأخرى قرب مدينة المعارض القديمة وفي كلية العلوم في جامعة «دمشق» من دون وقوع إصابات، وسقوط 4 قذائف في حي الروضة جرمانا أوقعت عدداً من الجرحى في صفوف المدنيين. وتحدّثت قناة «الميادين» عن وقوع ثلاثة قتلى وخمسة جرحى إثر سقوط ستة قذائف هاون على ساحة العباسيين في وسط دمشق.
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن مسؤول المكتب الإعلامي في حي القابون، عمير جنيد الملقّب بتيم الدمشقي، وهو ناشط أيضاً في فصيل تابع لـ«الجيش الحر»، قُتل نتيجة إصابته بطلق ناري أثناء تغطيته للاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي المعارضىة في المنطقة.
حريق عند المعبر
وفي حلب (باسل ديوب)، تابع الجيش السوري تقدمه في قلب مدينة السفيرة (جنوبي شرقي حلب) القريبة من معامل الدفاع. ودارت معارك بالقرب من المصرف الزراعي، حيث بسط الجيش سيطرته على الأجزاء الجنوبية والغربية من المدينة، فيما ضيّق الخناق على المسلحين المتمركزين في بلدتي تل حاصل وتلعرن القريبتين منها. وتمكنت وحدات الجيش من قطع خطوط الإمداد بينهما وبين السفيرة والمناطق الأخرى. من جهته، قال مصدر معارض إن عدداً من المسلّحين سلموا أنفسههم للجيش السوري في مدينة السفيرة، بعدما يئسوا من وصول إمدادات لهم.
وأفادت مصادر معارضة بأن عمر الشغال، وهو قائد «لواء عندان»، اختُطف مع أحد حراسه في منطقة تقع بين تل رفعت وإعزاز (شمالي حلب)، بينما خطفت مجموعة مسلحة في مدينة جرابلس على الحدود التركية قائد «لواء أصحاب اليمين» ويدعى محمد كنج.
وداخل مدينة حلب، قتل شخص إثر اندلاع حريق في معبر بستان القصر نجم عن سكب مسلحي «جبهة النصرة» للبنزين الذي يحاول المواطنون نقله بأكياس نايلون، بسعة واحد ليتر أو ليترين، إلى الأحياء الغربية.
وقال مواطنون لـ«الأخبار» إن المسلحين منعوا إخراج أي مادة غذائية، وصادروا علب الدخان التي يحملها المواطنون وحرقوها باعتبارها «من المنكرات» وسكب أكياس وعبوات البنزين والمازوت، ما أدى إلى نشوب حريق سبب مقتل شخص وإصابة آخرين بحروق.
كذلك قتل 6 وأصيب أكثر من 30 مدنياً جراء قصف المسلحين لساحة سعد الله الجابري وسط مدينة حلب بصواريخ محلية الصنع انطلاقاً من حيّ بستان القصر حسبما نقلت قناة «الميادين»، بينما قتل سبعة مسلحين إثر قصف مدفعي لمقر لهم في المنصورة غربي المدينة.
وتناقلت مواقع «التنسيقيات» المعارضة، ولا سيما «تنسيقية الرقة» خبر العثور على جثة الناشط الإعلامي في «الجيش الحر»، مهند عبد الجليل الجلبة، الملقّب بـ«مهند حبايبنا»، إثر اشتباكات مع «داعش» في منطقة الفخيخة في الرقة.
من جهة ثانية، ذكرت مواقع تابعة لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام «داعش»، أن اشتباكات دارت بين التنظيم ووحدات الحماية الكردية في غرب تل أبيض على الحدود السورية ـــ التركية في ريف الحسكة.
وفي ريف إدلب، دمرت وحدات من الجيش أسلحة وذخيرة وقضت على مجموعة مسلحة بكامل أفرادها كانت ترتكب أعمال سلب ونهب وتقطع الطرقات في بلدة نحليا في جبل الزاوية، بحسب مصدر عسكري. وأضاف المصدر لـ«سانا» أنه قُضي على تجمعات للمسلحين في قرى وبلدات الدبشية والبراغيثي وكفرشلايا ومحيط جبل الأربعين وقرب بلدة كورين. وأضاف المصدر أن وحدة من الجيش قضت على مجموعة مسلحة حاولت التسلل من بلدة أرمنايا إلى مزرعة غنوم بريف معرة النعمان.
من جهة ثانية، أفادت مواقع إلكترونية معارضة بأن تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» (داعش) عيّن «أبو جهاد الشيشاني» والياً على بلدة الدانا في إدلب، بعد مقتل «واليها» السابق أبو عبد الله الليبي، على أيدي مجهولين قرب معبر باب الهوى الحدوي. وكانت مصادر قد رشحت في وقت سابق تعيين أبو عبد الله الفرنسي، الذي يُعَدّ من أبرز قيادات «داعش» في الدانا، والياً على البلدة.
(الأخبار)