تعيش مدينة الأتارب في ريف حلب حالة استنفار عامة، بعد مطالبة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» فصائل المعارضة السورية المسلحة في المدينة بتسليمها المخفر الذي يقع تحت سيطرتها، وانتداب شخصين من «داعش» إلى محكمة المدينة، وإلا فـ«العسكرة هي الحل»، بحسب مصادر معارضة. ووفقاً للمصادر نفسها، فإن «داعش» أرسلت أول من أمس «رسالة إلى مخفر المدينة بضرورة تسليم المقر كون تمويله غربياً، وطالبت بوضع شرعيين لها في محكمة الأتارب التي تتهمها داعش بالعلمنة، الأمر الذي رفضه المعارضون وحشدوا لصد أية محاولة للاقتحام».
ونقلت مواقع معارضة عن قائد ميداني في «الجيش الحر» تأكيده أن كل الفصائل المسلحة في المدينة اتفقت على اختيار رجل واحد تكون تحت إمرته، من أجل صد أية محاولة من قبل «داعش» لاقتحام المدينة. وأشار القائد إلى أن المسلحين «أغلقوا كافة الطرق المؤدية إلى المدينة، ووضعوا حواجز لهم على الطرق فيها لمراقبة حركة العابرين منها وإليها»، كاشفاً عن محاولة للتنسيق بين المسلحين في «القرى والبلدات المحيطة بالمدينة، من أجل انضمام الكتائب والألوية فيها إلى الحلف العسكري الجديد».
وفي ريف دمشق، تعرّضت مدينة جرمانا أمس لهجوم عنيف من مسلّحين معارضين، حيث طالتها عشرات قذائف الهاون طوال النهار، ما أدى إلى وقوع ست ضحايا وإصابة 30 جريحاً على ما نقلت «قناة الميادين». وكانت عشرات قذائف الهاون قد استهدفت مواقع عدة في جرمانا، ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية أن إحدى القذائف استهدفت مدرسة «فايز السعيد للبنات»، فقتلت فيها معلمة إضافة إلى جرح 14 طالبة. كما سقطت قذائف على سيارة خاصة في «شارع الباسل»، وقذائف أخرى عند مدخل المدينة. وفي الوقت نفسه، استمرت الاشتباكات بين القوات السورية والمعارضين المسلحين في أحياء جوبر (شرق دمشق) وبرزة (شمال) والقابون (شمال شرق)، والتي تحاول القوات السورية استعادة السيطرة الكاملة عليها.
وفي حمص وريفها، أصيب 6 مواطنون جراء سقوط قذائف صاروخية أطلقها المسلحون قرب مشفى البر في حي الوعر، وألحقت أضرارا مادية كبيرة بالمكان، فيما أصيب مواطنان بسقوط قذيفة صاروخية في حي الزهراء في المدينة، كما أُعلن عن سقوط 3 قذائف صاروخية أخرى أطلقت على قرية عين الدنانير.
وفي الغوطة الشرقية، نقلت «الميادين» أن وحدات الجيش السوري أحرزت تقدّماً في بلدة حتيتية التركمان، حيث قضت على عدد كبير من المسلّحين. كما استهدف الطيران الحربي أطراف وبساتين بلدة المليحة في الغوطة الشرقية. إلى ذلك، وقع عدد من الضحايا والجرحى في انفجار عبوة ناسفة بحافلة ركاب بين السلمية وأثريا في ريف حماه.
وفي دير الزور، دارت معارك عنيفة بين الجيش السوري ومسلحين تابعين لـ«الجيش الحر»، حيث استهدفت وحدات الجيش المسلّحين في حي الرشيدية والجبيلة. ولم تنقل صفحات «التنسيقيات» المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي أي خبر عن وقوع قتلى إثر الاشتباكات.
وفي ريف اللاذقية، قضت القوات السورية على مجموعة من المسلّحين بينهم جنسيات عربية، بعضهم في تنظيم «الدولة» على ما نقلت «سانا».
وفي مدينة حلب، قضت وحدات الجيش على مجموعات مسلّحة خلال محاولاتها التسلل إلى المناطق الآمنة في أحياء بستان الباشا وصلاح الدين والسويقة. كذلك اندلعت الاشتباكات بين الجيش والمسلّحين في خناصر، ما أدى إلى إصابة مراسل «الميادين» خالد سكيف ومراسلة قناة «سما» في انفجار لغم. ونقلت «سانا» أن الانفجار استهدف سيارة المراسلين عند مرورهما في المنطقة، وأدى لإصابتهما بجروح بالغة. وفي محاولة لاستعادة بلدة السفيرة شرق حلب، كثّف الطيران الحربي أمس هجومه على البلدة لاستهداف المسلحين فيها.
(الأخبار)