اكدت صحيفة «معاريف» أنّ المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، وصلت بعد شهرين ونصف شهر من انطلاقها الى طريق مسدود، مشيرة الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبدي تشددا لجهة رفض اي تنازل في الترتيبات الامنية لغور الاردن، بما فيها نشر قوات دولية عند المعابر، وهو ما اشار اليه في خطاب بار ايلان في السادس من الشهر الجاري. في المقابل، رفضت رئيسة الطاقم الاسرائيلي في المفاوضات، مع السلطة الفلسطينية، تسيبي ليفني، مقولة ان تكون المفاوضات قد وصلت الى طريق مسدود، مشيرة الى ان المفاوضات معقدة ويجري خلالها استنفاد النقاش حول مختلف القضايا العالقة.
في الاطار نفسه، ذكرت «معاريف» أن ليفني تضغط لتقديم تنازلات في قضية غور الاردن، التي تعقدت عندها المفاوضات، وبرزت حتى قبل الخوض في المسائل الجوهرية للمفاوضات مثل القدس، واللاجئين، وتقاسم السيادة وترسيم خريطة المستوطنات والكتل الاستيطانية التي ستظل تحت السيادة الإسرائيلية.
في السياق نفسه، اوضحت «معاريف» أنّ ليفني لم تعد تتمتع بالقوة السياسية التي كانت عليها في حكومة ايهود اولمرت، وخاصة بعد نتائج الانتخابات الاخيرة، التي مكنت حزب الحركة الذي تترأسه، من نيل ستة مقاعد في الكنيست، بعدما كانت تترأس كتلة كديما التي تملك 28 مقعداً.
في ظل موازين القوى الحكومية والبرلمانية، التي تترك أثرها على نفوذها في قضية التسوية، دعت ليفني نهاية الأسبوع الماضي حزب العمل، الذي يملك 15 عضو كنيست، إلى الانضمام للحكومة الإسرائيلية، ودخول الائتلاف الحكومي من أجل التأثير لجهة دفع العملية السلمية إلى الأمام. هذا وفي الوقت الذي تتحدث فيه ليفني بتردد عن التقدم في المفاوضات، إلا ان الحقيقة غير ذلك، كما لفت شالوم يروشالمي في معاريف، الذي اشار ايضا الى ان نتنياهو يكرر في كل مناسبة تصريحاته المعارضة لتقديم اي تنازلات في مسألة المعابر الحدودية في غور الاردن، مؤكدا (يروشالمي) أنه لا يستطيع ان يكون وسطياً في هذا الموضوع، وبالتالي فهو غير مستعد لمنح الفلسطينيين السيطرة على المعابر، ويعارض بشدة نشر قوات دولية، فيما يعني ذلك بالنسبة إلى الفلسطينيين ابقاءهم في دولة داخل سجن كبير. واضاف يروشالمي إنه في الوقت الذي يبدي فيه الفلسطينيون مرونة وتقبلا لفكرة المراقبين الدوليين، يعارض الاردن بشدة أن يسيطر الفلسطينيون على المعابر الحدودية معها، خوفا من فتحهم الحدود مع الأردن، والسعي إلى إسقاط الملك الأردني عن العرش».
في سياق متصل، أعرب رئيس لجنة الخارجية والامن، في الكنيست، افيغدور ليبرمان عن اعتقاده بأن الرئيس محمود عباس ليس شريكا لتحقيق السلام، وانه ما من جدوى في السعي الان الى تسوية دائمة، مؤكدا على ضرورة التركيز على تعزيز التعاون مع الفلسطينيين في المجالين الاقتصادي والامني.
واضاف ليبرمان، في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، إنه يتعين على اسرائيل مطالبة السلطة الفلسطينية بتعديل جهازها التعليمي بصورة جذرية، مشيراً الى ان الكتب المدرسية الفلسطينية لا تتضمن أي خارطة لدولة اسرائيل، ولا تتطرق بالمرة الى المحرقة النازية. وأضاف إن وسائل الاعلام الرسمية للسلطة الفلسطينية تمارس التحريض اللاسامي وتمدح «المخربين». وشدد ليبرمان ايضا على انه لن يكون بالامكان الشروع في مفاوضات حقيقية حول تسوية دائمة الا بعد بدء الفلسطينيين بتربية الجيل الناشئ على السلام.
الى ذلك، شكك وزير الطاقة والمياه سيلفان شالوم في امكانية انهاء المفاوضات في غضون تسعة اشهر، مشيرا الى ان اي انطلاقة قد يجري تحقيقها ستستوجب تمديد المفاوضات.
(الأخبار)