حلب | ريف دمشق | يحقق الجيش السوري تقدّماً ملحوظاً في ريف دمشق، سيّما بعد أن أحكم سيطرته على بلدة البويضة (جنوبي شرقي المدينة). في الوقت ذاته، شنّ انتحاريان هجوماً على سجن حلب المركزي، المحاصر منذ نيسان الماضي، فيما استمرّت المعارك بين تنظيم «داعش» والجماعات المسلّحة الأخرى في مدينة حلب وريفها.
الجيش يسيطر على البويضة

وأحكم الجيش السوري سيطرته على بلدة البويضة المجاورة لبلدة السيّدة زينب في ريف دمشق الجنوبي، لتكون بذلك البلدة الثالثة التي سيطر عليها الجيش بعد بلدتي الحسينية والذيابية. ولا تزال وحدات من الجيش تمشّط محيط البلدة، فيما شهدت بلدة حجيرة المجاورة اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر من «جبهة النصرة»، في إطار العملية التي أطلقها الجيش لاستعادة المنطقة الجنوبية.
وفي داريّا غربي العاصمة، استهدف سلاح الجوّ أمس مجموعة مسلّحة، وتمّ القضاء عليها بالكامل، فيما استهدف سلاحا المدفعية والجوّ تجمعات للمسلحين في منطقة البترا، شرقي الرحيبة، في الريف الشمالي، وفي شمالي جبعدين، وشرقي دير عطيّة، وتمكّن من قتل عدد منهم، وتدمير آليات لهم في مزارع ريما في يبرود، وشمالي شرقي النبك في منطقة السقي، في القلمون، بحسب مصادر في الجيش.
وفي مقابل ذلك، قصف سلاح الجوّ مواقع للمسلّحين، على مدى أيام العيد الثلاثة، ما «يشتبه في أنها مصادر إطلاق قذائف الهاون»، بحسب مصادر عسكريّة، في الغوطة الشرقية والريف الجنوبي، وداريا والمعضميّة غرباً، وتوقفت على إثر ذلك عملية إجلاء المدنيين من المعضميّة، غربي العاصمة دمشق.
في موازاة ذلك، مرّت أيام العيد ثقيلة على دمشق وريفها، فقد تساقطت قذائف المعارضة المسلّحة، على نحو غير مسبوق، على معظم أحياء العاصمة، واتضح أن تهديدات المسلحين بقصف دمشق كانت قراراً نافذاً لهم، نتيجةً لافتقارهم إلى أي انجاز عسكري يذكر، وليس لـ«رفع الحصار» عن المدنيين، كما زعموا.
وشهد اليوم الأول من العيد سقوط حوالى أربعين قذيفة هاون، معظمها في الأحياء الشرقية والجنوبية من دمشق، ساحة العباسيين والقصاع وباب شرقي وباب توما شرقاً، وفي جرمانا والتضامن والميدان وأجزاء من مخيّم اليرموك جنوباً، أدت إلى قتل مدني وجرح عشرين آخرين.

هجوم على سجن حلب المركزي

وفي حلب، واصل تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» توسيع رقعة نفوذه في أحياء المدينة وريفها، على حساب فصائل المعارضة الأخرى، إذ اصطدم أخيراً بـ«لواء التوحيد» في أعزاز، إلى جانب «لواء عاصفة الشمال».
وبسطت «داعش» هيمنتها بنحو كامل على الجزء الشمالي الشرقي من مدينة حلب، وسط تراجع للقوى المسلّحة الأخرى التي نفّذ القسم التكفيري منها سلسلة هجمات عنيفة بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون وبمئات المسلحين على سجن حلب المركزي، فجر الاربعاء، حيث تمكنت بعض المجموعات من الوصول إلى أحد المباني الخالية، ليلقى معظم أفرادها مصرعهم في مواجهة حراس السجن.
وتراجعت مواقع المعارضة صباح اليوم عن خبر «تحرير» 500 من السجناء خلال المعارك. ويضم السجن نحو أربعة آلاف من سجناء الحق العام، معظمهم من المدانين بجرائم جنائية، ولم تشملهم مراسيم العفو المتكررة التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد، وبينهم نحو 100 من التكفيريين. ويعاني الجميع من سوء التغذية ونقص في الدواء والعلاج نتيجة حصار المعارضة للسجن.
العملية التي تبنّتها «جبهة النصرة»، شاركت فيها حركة «أحرار الشام» بإسناد ناري بالأسلحة الثقيلة، كما شاركت في اليوم الأول للعملية (مساء الأربعاء) جماعة تطلق على نفسها اسم «شام الإسلام».

اشتباكات بين «داعش» وفصائل معارضة

وفي أعزاز اندلعت مجدداً اشتباكات بين «داعش» وبقية المجموعات، حيث قتل عناصر من «لواء التوحيد» التابع «للإخوان المسلمين» في قصف استهدف مواقعهم في جبل «برصايا» بالقرب من معبر باب السلامة، في وقت أعلن فيه الجيش التركي استهداف مواقع لـ«داعش» داخل سوريا رداً على قذيفة هاون سقطت بالقرب من موقع له على الحدود. وأعلن هذا الجيش، في بيان، أنّ «أربع قذائف اطلقت على موقع يقع قرب مدينة أعزاز التي تسيطر عليها «داعش»». لكن التنظيم القاعدي نفى تعرّض مواقعه للقصف التركي.
وأفادت قناة «الميادين»، أمس، عن وصول أكثر من 50 مقاتلاً من «عاصفة الشمال» إلى مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية هرباً من معارك مع «داعش» في محيط أعزاز.
وقال مصدر معارض إن الجيش التركي تدخل في المعركة بين «لواء التوحيد» من جهة، الذي يُعتقد بتلقّيه تمويلاً من تركيا وقطر، وبين «داعش» من جهة أخرى، ولم تسقط أي قذيفة في الجانب التركي من الحدود.