وسط تقارير إسرائيلية تتحدث عن وصول مفاوضات التسوية إلى أزمة تنذر بالانفجار، أعلنت حركة «السلام الآن» التي تصدر بشكل دوري تقارير حول النشاط الاستيطاني لإسرائيل في الضفة الغربية أن عدد الوحدات السكنية الاستيطانية التي تم الشروع في بنائها بين شهري كانون الثاني وحزيران الماضيين وصل إلى 1708 مقارنة مع 995 وحدة خلال نفس الفترة من العام المنصرم.
وأشارت الحركة في تقريرها الجديد إلى أن تجميد إعلان المناقصات لبناء المشاريع الاستيطانية الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أمر به في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما إلى إسرائيل في آذار الماضي لم يؤثر على حركة البناء الفعلية في المستوطنات. وأشارت إلى أن 86 من الوحدات الاستيطانية التي بدأ البناء فيها خلال الأشهر الستة الأولى من العام كان في مناطق لا تتطلب تقديم مناقصات.
وتعليقاً على تقرير «السلام الآن» اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن إسرائيل «تدمر عملية السلام بمواصلتها الاستيطان»، فيما شدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أنه «لن يكون هناك حل الا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على كامل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية» مؤكداً أن «الاستيطان كله غير شرعي وفق قرارات الشرعية الدولية».
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن مستشار نتنياهو لشؤون الاستيطان، غابي كادوش، يعمل على بلورة خطة تسمح بالالتفاف على الإلزام القانوني بنشر مناقصات حول بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية. ونقلت «هآرتس» عن كادوش قوله إن خطته ستتيح البناء في المستوطنات «من دون ضجيج وضغوط دولية»
وكانت صحيفة معاريف قد أوردت الأربعاء أن المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني على شفير الانفجار بسبب الخلاف حول منطقة الغور. وأشارت معاريف إلى أن موضوع الحدود احتل سريعا محور المفاوضات التي من المفترض أن تتناول كافة قضايا الوضع النهائي، بما فيها القدس واللاجئون والمستوطنات. وطلب المفاوضون الفلسطينيون من نظرائهم الإسرائيليين تقديم خريطة للدولة الفلسطينية التي ترى إسرائيل أنها مستعدة للقبول بها، فكان الجواب ضرورة البحث في سبل الدفاع عن الحدود قبل ترسيم حدود هذه الدولة والتوصل إلى تفاهمات حول الترتيبات الأمنية.
وضمن هذا الإطار طلب المفاوضون الإسرائيليون أن يواصل الجيش الإسرائيلي انتشاره في منطقة غور الأردن بشكل دائم مشددين على ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. كما رفض الوفد الإسرائيلي محاولات أميركية للبحث في فكرة انتشار قوات دولية في منطقة الغور.
وقالت «معاريف» أمس إن إسرائيل اقترحت على الفلسطينيين خلال المفاوضات نقل منطقة غور الأردن إلى مسؤوليتهم في الوضع النهائي بشرط استئجاره لمدة عشرات السنوات. وبحسب الصحيفة فإن الوفد الفلسطيني رفض بشدة هذا العرض معتبراً إياه «إعادة تعريف للاحتلال الإسرائيلي».
من جهة أخرى، ذكرت «معاريف» أن تل أبيب تدرس تقديم اقتراح للفلسطينيين يتضمن نقل مناطق واسعة نسبيا من الضفة الغربية إلى سيطرتهم مقابل موافقتهم على ضم مناطق استيطانية في الضفة إلى إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن فكرة تبادل الأراضي تأتي على خلفية إدراك إسرائيل بأن المفاوضات تتجه نحو الذبول وأن التوصل إلى تسوية نهائية أو مرحلية طويلة المدى غير ممكن حاليا. وبحسب الصحيفة فإن تل أبيب تأمل أنه في حال رفض الفلسطينيون هذا الاقتراح، فإن إسرائيل لن تتحمل وحدها المسؤولية عن فشل المفاوضات.