استكمالاً لخطة تقررت في أعقاب اللغة التصالحية بين طهران والعواصم الأوروبية اضافة الى الأميركية، وفي ظل توالي مؤشرات رفعت مستوى القلق الاسرائيلي من وجود امكانية فعلية لمفاوضات جادة قد ينتج عنها تكيف العالم الغربي مع واقع تحول ايران الى دولة نووية، سارع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، الى توجيه رسالة مضادة، محذّراً إياهم من أن خطوة كهذه ستؤدي الى انهيار العقوبات، وسيحصل الإيرانيون على كل ما يريدونه «أما نحن كمجموعة، فلن نحصل على أي شيء».
وحذّر نتنياهو الأوروبيين، عبر سلسلة مقابلات مع مجموعة من وسائل الاعلام البريطانية والفرنسية والألمانية، من الخدعة الإيرانية، التي تسمح لطهران باستمرار تخصيب اليورانيوم، والمحافظة على مفاعل البلوتونيوم، مع تخفيف العقوبات، مقابل تنازلات تكتيكية. وتوجه الى الرأي العام الأوروبي، بالقول «لا تقولوا اني لم احذركم، فالمسألة ليست فقط مشكلة اسرائيلية، بل هي مرتبطة بكم». ودعا الى الاستفادة من تجربة رئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرشل، الذي طالب بعدم السماح للنازيين بالتسلح وامتلاك قوة كبيرة.
وحاول نتنياهو اثارة الرعب في صفوف الأوروبيين من ايران، بالقول إنه اذا لم يجرِ ايقاف ايران فوراً فلن يكون هناك قنبلتان فقط موجهتان باتجاهكم، بل 200 قنبلة، مناشداً اياهم بالقول «أوقفوا هذا الآن، في الوقت الذي (ما زالت) يدكم فيها هي العليا».
وانضم نائب وزير الخارجية زئيف ألكين، الى جوقة المسؤولين الاسرائيليين الذين يواصلون التحذير من صفقة لا تستند الى تجريد إيران من القدرة على التخصيب، محذّراً من أن مبادرة ايران بوقف التخصيب الى نسبة 20 في المئة فقط، «ترمي الى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها»، موضحاً أن «ايران يمكنها الاستغناء عن مادة اليورانيوم، واستخدام طاقة بديلة للأغراض السلمية».
من جهته، حذّر المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، من أن اسرائيل تلعب لعبة خطرة باستخدام الكونغرس لفرملة توجهات أوباما، مشيراً الى أن الحملة الاسرائيلية، التي تسعى من خلالها تل أبيب إلى اقناع الكونغرس بعدم تخفيف العقوبات قبل تكبيلها باتفاق يفرمل برنامجها النووي، بل والسعي الى تشديدها، اذا ما نجحت فستقود الى مواجهة مع ادارة اوباما.