بعد أيام على زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري العراق، حطّ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس في بغداد، في زيارة مفاجئة، وذلك في إطار المساعي لتكثيف الضغوط على تنظيم «داعش»، وفق التصريحات الرسمية. يأتي ذلك في وقت ينشغل فيه العراق بالأزمة السياسية التي من المفترض أن تشهد تطوّراً جديداً، اليوم، في جلسة البرلمان، حيث من المتوقع أن يقدم رئيس الحكومة حيدر العبادي تشكيلة وزارية جديدة، بعد رفض تشكيلة التكنوقراط السابقة.
وبانتظار ما ستتكشف عنه الجلسة، أعلن وزراء «كتلة الأحرار»، التابعة لـ«التيار الصدري»، استقالتهم رسمياً من الحكومة. وقالوا، في بيان تلاه بالنيابة عنهم وزير الإعمار والإسكان والبلديات طارق الخيكاني، إن «وزراء كتلة الأحرار قرروا تقديم استقالاتهم، اعتباراً من هذا اليوم، وإرسالها إلى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، والامتناع عن الحضور إلى مقارّ وزاراتهم أو اجتماعات مجلس الوزراء». وبرّر الوزراء قرارهم بعدم رغبة غالبية الكتل والأحزاب بالتخلي عن «مصالحها الحزبية الضيقة والإصرار على أن تتشكل حكومة التكنوقراط المقبلة، وفق مبدأ المحاصصة الحزبية». يشار إلى أن لـ«التيار الصدري» وزيرين إضافة إلى الخيكاني، هما وزير الصناعة محمد صاحب الدراجي ووزير الموارد المائية محسن الشمري.
وفي سياق متصل، كشف مصدر مقرّب من العبادي عن تسلّم الأخير الأسماء المرشحة من الكتل السياسية للكابينة الوزارية الجديدة. وفيما أشار إلى أن تلك الأسماء ستنافس مرشحي العبادي، التي قدمها لمجلس النواب، نفى صحة ما نشرته بعض القنوات والوكالات من أسماء لمرشحين من الكتل السياسية لشغل المناصب الوزارية. وأوضح أن «العبادي ماضٍ في تشكيل حكومة تكنوقراط تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية وتحدياتها».
في غضون ذلك، التقى وزير الدفاع الفرنسي كلاً من العبادي والرئيس فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري ونظيره خالد العبيدي. وخلال زيارته جهاز مكافحة الإرهاب، أكد لودريان أن «الرقة والموصل يجب أن تسقطا في عام 2016»، مضيفاً أنّ هذه السنة «يجب أن تكون سنة التحول المصيري في معركتنا ضد ما يسمى الدولة الإسلامية».
وفي مؤتمر صحافي مع العبيدي، صرّح لودريان بأن «فرنسا كانت حاضرة، منذ البداية، في تنظيم وتشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش، وهي المساهم الثاني في إطار التحالف، ولا سيما في دعم القوات البرية العراقية من طريق وجود 18 طائرة».
من جهته، قال العبيدي إن «الزيارة جاءت في الوقت المناسب، وتحمل دلالات كثيرة أولها اهتمام حكومة فرنسا بالوضع العراقي، وخصوصاً في حربنا ضد داعش».
في هذا الوقت، جدد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، «دعم بلاده الكامل للجهد العسكري لتحرير كامل المدن العراقية، وللإصلاحات التي يقوم بها العبادي»، فيما أكد المبعوث الخاص لأوباما في «التحالف الدولي»، بريت ماكغورك، في خلال لقائه رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، أهمية دور الإقليم في استتباب الاستقرار السياسي بالعراق. ميدانياً، أعلن مسؤولون أمنيون أن القوات العراقية استطاعت استعادة السيطرة على أكثر من 80% من مدينة هيت في محافظة الأنبار (غرب العراق). وقال آمر فوج طوارئ شرطة مدينة هيت، العقيد فاضل النمراوي، إن «القوات الأمنية أصبحت تسيطر على الأجزاء الجنوبية والشرقية والغربية، ومركز مدينة هيت، ولم يبقَ إلا أقل من 20% بيد داعش».
(الأخبار)