استعاد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» بعض المواقع العسكرية التي سيطرت عليها المجموعات المسلحة المؤيدة للتحالف غربي تعز، بينها «اللواء 35» الواقع بالقرب من مطار تعز القديم وعدد من التلال المحيطة، في مواجهات مع عناصر من حزب «الإصلاح» و«القاعدة» أسفرت عن مقتل العشرات منهم ووقوع آخرين في الأسر. وكان اليومان الماضيان قد شهدا تقدماً للمجموعات المسلحة في مديرية المظفر في تعز المدينة، بين 23 مديرية تقع 19 منها تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية»، أما المديريات الثلاث فتشهد اشتباكات متواصلة بين طرفي الصراع منذ بدء الحرب قبل سنة، الأمر الذي يجعل من الحديث عن تقدم كبير لقوات التحالف في الجبهة الغربية من تعز و«فك الحصار جزئياً» أقرب إلى النصر الإعلامي. وتبلغ مساحة محافظة تعز 10008 كلم مربع، فيما لا تزيد مساحة المديريات الثلاث على عشرة كيلومترات.
وشهدت مناطق الاشتباكات في تعز في اليومين الماضيين جرائم سحل وقتل وتمثيل بالجثث ارتكبها مسلحو «الإصلاح» و«القاعدة»، إلى جانب اقتحامات متعددة لمنازل المواطنين وسرقتها في منطقة بير باشا الواقعة في مديرية المظفر التي سيطر عليها المسلحون.
وأوضح مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن قوات الجيش و«اللجان» تمكنت بداية من تطويق الأجزاء الغربية لمدينة تعز وأوقفت تقدم مسلحي «الإصلاح» و«القاعدة»، وبدأ ذلك بإيقاف تقدمهم في منطقة الضباب غربي المدينة حيث وقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل 27 مسلحاً وتدمير إحدى دباباتهم وثلاثة أطقم عسكرية.
أسفر الهجوم الصاروخي في ذو باب عن 70 قتيلاً وجريحاً

بعد ذلك وبحسب المصدر، استعادت قوات الجيش و«اللجان» زمام المبادرة، فشنّت هجوماً واسعاً تمكنت بموجبه من استعادة معسكر «اللواء 35» الذي شهد اشتباكات مباشرة بداخله، سقط فيها عشرات القتلى وعدد من الأسرى في قبضة الجيش و«اللجان».
ووزع «الإعلام الحربي» التابع للجيش و«اللجان» مشاهد لجانب من معركة استعادة المعسكر وعرض جانباً من قتلى المسلحين الموالين لـ«التحالف» من الإصلاحيين و«القاعدة» وجانباً من المسلحين الذين وقعوا في الأسر.
وواصلت قوات الجيش و«اللجان» تقدمها انطلاقاً من معسكر «اللواء 35» وتمكنت من استعادة مطار تعز القديم الذي لم يشهد اشتباكات طويلة نظراً إلى انهيار المسلحين بعد سقوط «اللواء 35» المجاور والذي يمثل سقوطه من أيديهم حكماً سقوطاً للمطار.
وبحسب المصدر، استمر تقدم قوات الجيش و«اللجان الشعبية» التي سيطرت على عدد من النقاط التي نصبها المسلحون حول منطقة بير باشا. ونقلت كاميرا «الإعلام الحربي» مجدداً مشاهد لفرار مسلحي «الإصلاح» و«القاعدة» وجثثاً لقتلاهم في المنطقة نفسها.
عملياً ومن الناحية العسكرية، تكون قوات الجيش و«اللجان» قد استعادت المناطق التي سقطت بيد مسلحي «الإصلاح» و«القاعدة» في مديرية بير باشا بسيطرتها على المواقع العسكرية والنقاط وطرد المسلحين من بعض الأحياء المجاورة لمنطقة بير باشا، والتي بحسب مصادر عسكرية تخضع حالياً لخطة عسكرية تمهيداً لاقتحامها حيث تأخذ خصوصيتها من انتشار المسلحين في الأحياء السكنية ويتوقع سقوطها في الساعات المقبلة.
وأعلن تنظيم «القاعدة» مقتل سبعة من مسلحيه في عملية تقدمهم إلى جانب «الإصلاح»، ثم أعلن مقتل أربعة آخرين؛ بينهم «مصور ومراسل شبكة الملاحم» التابع للتنظيم ويدعى أبو إسلام التعزي.
قبل ذلك، وتزامناً مع تقدم المسلحين في الجبهة الغربية للمدينة، حاولت مجموعات أخرى من المسلحين التقدم في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، وفي طريقهم مروا بحي الجحملية في مدينة تعز، حيث وقعوا في كمينٍ نصبه الجيش و«اللجان» في الحي، حيث قالت المصادر العسكرية إن أكثر من 35 مسلحاً قتلوا وأصيب العشرات إلى جانب تدمير عدد من الآليات والأطقم العسكرية لتنتهي المحاولة التي لم تعقبها محاولة أخرى.
وتعرضت القوات الموالية لهادي وحزب «الإصلاح» لهجوم كبير يوم الجمعة الماضي بقصف صاروخي. وقال مصدر عسكري إن القوة الصاروخية للجيش و«اللجان» كثفت قصفها باستخدام «الكاتيوشا» تجمعات للقوات الموالية لهادي و«الإصلاح» جنوبي منطقة ذوباب الساحلية (سيطر عليها الجيش و«اللجان» أخيراً) القريبة من باب المندب، مشيراً إلى أن وحدة المعلومات في الجيش واللجان أكدت أن القصف خلف 23 قتيلاً من المسلحين وأكثر من 50 جريحاً، وقتل قائد اللواء «4 حزم» في العملية وهو العقيد سالم مبارك.
من جانب آخر، نفى المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني العميد شرف لقمان صحة التصريحات المنسوبة إليه بخصوص انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من تعز.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن العميد لقمان تأكيده أنه لم يدل خلال اليومين الماضيين بأي تصريحات، وأن ما نسب إليه حول الانسحاب غير صحيح.
ودعا وسائل الإعلام إلى توخي الصدقية والحياد والموضوعية وعدم التعامل مع أي تصريحات تنشر باسمه ما لم تكن صادرة عن «سبأ». وكانت وسائل إعلامية قد نسبت تصريحات للقمان تفيد بانسحاب الجيش و«اللجان» من تعز «بموجب مبادرة قدمها محافظ المحافظة المعين من قبل اللجنة الثورية العليا».