احتلت عاصمة إقليم كردستان العراق أمس المشهد، بعدما وصلتها حالة التفلت الامني الذي يضرب العراق مع وقوع خمسة انفجارات، رغم إعلان وزارة داخلية الإقليم إحباط عملية اقتحام مديرية الاسايش العامة، وسقط ضحيتها 46 قتيلاً وجريحاً.
وفي تطور هو الأول من نوعه منذ تفجير صيف 2005 حين قتل 45 شخصاً وأصيب 95 آخرون بجروح في هجوم انتحاري، قال مصدر طبي مسؤول إن 10 اشخاص سقطوا قتلى وأصيب 36 شخصاً بجروح في خمسة تفجيرات، بينها سيارتان مفخختان ضربت مقرين أمنيين، حيث تمكنت القوات الحكومية من قتل خمسة انتحاريين.
وذكر بيان لوزارة الداخلية أن انتحارياً فجر نفسه أمام مديرية الاسايش العامة في مدينة أربيل بعد ظهر أمس، فيما حاول انتحاري آخر التسلل إلى مبنى الاسايش، لكن حراس المديرية أفشلوا العملية وقتلوه. وأعلن محافظ أربيل نوزاد هادي مقتل أربعة من قوات الاسايش وستة مسلحين، بينهم انتحاريان في الهجوم على مديرية الاسايش العامة.
وأضاف هادي أن «الوضع في المدينة تحت السيطرة».
التطور الأمني في الإقليم المعروف بأنه من أكثر المناطق استقراراً امنياً في العراق ويشكل ملاذاً للكثير من الأُسر العراقية النازحة من وسط وجنوب البلاد بعد الأحداث العنيفة والأوضاع الأمنية المتردية، طرح أكثر من علامة استفهام حول الرسالة السياسية منه، في ظل معلومات عن تزايد انتشار تنظيم «القاعدة» في صفوف الحاضنة الإسلامية الكردية في الإقليم، رابطاً بدور لسلطات أربيل في دعم أكراد سوريا في مواجهة مقاتلي «دولة العراق وسوريا الإسلامية» التابعة للتنظيم.
ولم تستبعد الحكومة العراقية، التي أدانت التفجيرات، من جهتها، فرضية أن تكون التفجيرات مرتبطة بالأزمة السورية. وقال المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، علي الموسوي، إنّ «سوريا أثرت علينا جميعاً وليس ببعيد أن يكون (الهجوم) إحدى شظايا الأزمة السورية».
بدوره، استنكر «ائتلاف متحدون» بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تفجيرات أربيل، ورأى في بيان أنها «محاولة آثمة من اعداء العراق لاثارة الفوضى والاضطراب في هذه البقعة التي باتت نموذجاً للتعايش والأمان واحتضان جميع ابناء شعبنا والسير في طريق التنمية بشكل متميز».
في هذا الوقت، أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية في الاقليم فوز «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود البرازني بأغلبية المقاعد، فيما عزز الحزب المعارض الرئيسي في الإقليم، حزب «غوران»، مواقعه ليأتي، لأول مرة، في المرتبة الثانية، ما يجعل شكل الحكومة القادمة غير واضح المعالم.
وأكدت المفوضية العليا للانتخابات أنه بعد فرز 95% من البطاقات الانتخابية نال الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة البرزاني أكثر من 719 ألف صوت، بينما نالت حركة «غوران» بزعامة نيشيروان مصطفى أكثر من 446 ألف صوت. وحاز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني أكثر من 323 ألف صوت، وهذه هي المرة الأولى التي يجد فيها حزب الطالباني نفسه في المركز الثالث في الإقليم، خلف حركة «غوران» التي كان ينتمي بعض أعضائها في السابق إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
بدوره نال حزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني أكثر من 178 ألف صوت، وحلّ في المركز الرابع في انتخابات المحافظات الثلاث، السليمانية وأربيل ودهوك، بينما نال حزب الجماعة الإسلامية الكردستانية في العراق أكثر من 113 ألف صوت.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية نحو 73%، حيث اقترع فيها أكثر من مليون و976 ألف ناخب من بين نحو 2,8 مليون شخص يحق لهم الاقتراع.
إلى ذلك، دعا ممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، وقادة الكتل إلى التوصل لحل توافقي بشأن تبني مسودة قانون الانتخابات.
(الأخبار، أ ف ب)