عشية الذكرى الـ13 للانتفاضة الثانية، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتدت على المصلين، فاسحة المجال أمام دخول مستوطنيها، عبر تأمين ممر آمن لهم امتد من باب المغاربة الى ساحة البراق وباحات المسجد. واقتحمت فرقة من جنود الاحتلال ساحات المسجد الأقصى في جولة تفقدية صباحية، قبل أن تخرج بعد عدة دقائق من باب المغربة. وبعدها لحقت بها قوات كبيرة من الوحدات الخاصة، والقناصة، وحرس الحدود، والشرطة، التي اقتحمت ساحات الأقصى، واعتدت على المعتكفين بإلقاء القنابل الصوتية، ثم قامت بإخلاء ساحة المسجد القبلي من المعتكفين وطلبة مصاطب العلم، وحاصرتهم في المسجد القبلي وأغلقت بواباته بالسلاسل الحديدية، قبل أن تفسح المجال لدخول العشرات من المتطرفين باقتحامه من باب المغاربة، وصولاً الى باب السلسلة.
وأكد شهود أن شرطة الاحتلال أطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة نحو المرابطين في المسجد، حيث أصيب الكثير منهم بالاختناق، فيما اعتدت بالضرب المبرح على عدد منهم. وقالت مصادر من داخل الأقصى إن 7 مواطنين بينهم سيدة أصيبوا برضوض وجروح.
وأشار شهود عيان الى أن الشرطة شرعت في خطوة جديدة غير مسبوقة عبر قيام قوات مكثفة منها بتأمين ما يمكن وصفه بـ«ممر آمن» للمستوطنين قبل اقتحامهم المسجد. ويمتد الممر الآمن للمستوطنين من باب المغاربة المؤدي الى ساحة البراق وباحات المسجد المختلفة.
وذكر بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني أن «عدداً كبيراً من قوات الشرطة الاسرائيلية العسكرية والخاصة احتشد عند باب المغاربة، وسط أجواء مشحونة بالتوتر، بما يشير الى تصعيد الأوضاع».
وفي وقت سابق، رابط المئات من أهالي القدس والداخل الفلسطيني عند مدخل المسجد القبلي للتصدي لاقتحامات المستوطنين التي أُعلن عنها بالتزامن مع عيد العرش اليهودي، وبدأوا بإطلاق التكبيرات والهتافات المناصرة للمسجد الاقصى، بعد ليلة اعتكاف قضوها في الجامع القبلي.
بدوره، استنكر المدير العام للأوقاف الاسلامية وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، اقتحامات الأقصى من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين لمناسبة «الأعياد اليهودية». وقال إن الأوقاف طالبت الشرطة بإغلاق باب المغاربة هذا اليوم لمنع أي اشتباكات داخل الاقصى، غير أنها رفضت طلبهم وأصرّت على موقفها بإدخال المتطرفين.
وفي الخليل، وتحديداً في منطقة القصبة، نظم المستوطنون مسيرة استفزازية لمناسبة عيد العرش اليهودي، حيث رفعوا الأعلام الاسرائيلية في قلب المدينة الفلسطينية وهتفوا بشعارات معادية للعرب. ووصفت صحيفة «هآرتس» المسيرة بأنها «جولة مستفزة جرت على جثة القصبة الهامدة في الخليل أو أنقاض ما تبقى منها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعدما تركها عنوة غالبية سكانها تحت تهديد المستوطنين».
وكتب مراسلا الصحيفة «نظرات الباعة المتكدرة، المهانة، والكارهة قالت كل شيء، وأنا أخفضت بصري خجلاً. جيش إسرائيلي كبير وكثير كان يوفر الحماية للمسيرة الاستفزازية، وحركة الفلسطينيين توقفت بأمر الجنود ورجال الشرطة والحراس وحرس الحدود المدججين من أخمص أقدامهم حتى رؤوسهم بالسلاح».
وأضافا «إنهم يجوبون الأزقة باستفزاز؛ سفاري في القصبة. يلتقطون الصور التذكارية على خلفية بائع خضر فلسطيني مسن أو بائع مخلل تجهّم وجهه، بقيا لأنه لا يوجد لهما مهرب من هنا، من السوق المغطى سقفه الحديدي بالأوساخ والبيض الفاسد الذي يلقيه عليه المستوطنون من شبابيك بيوتهم الفوقية».
الى ذلك، قال وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون «لن نهدأ حتى نضع أيدينا على آخر المخربين الذين شاركوا في العمليات التي حدثت أخيراً»، في إشارة الى عمليات قتل الجنديين في مخيم قلقيلية ومدينة الخليل، الأسبوع الماضي. وأضاف أن «الجيش وقوات الأمن سيواصلون العمل من أجل وضع أيديهم على المخربين وتمكين (الشعب) الاسرائيلي من مواصلة حياته الاعتيادية والاحتفال بالعيد في القدس والخليل أيضاً وفي كل مكان في البلاد».
كوت: «هآرتس» تصف مسيرة للمستوطنين في الخليل بأنها جولة مستفزة