أعرب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال استقباله رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، عن قلقه حيال المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري، معتبراً أن التدخل الخارجي أساس مشاكل المنطقة. أما وزارة الخارجية فرأت أن الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره بنفسه عبر عملية ديموقراطية حرة بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأوضح روحاني أن «القوى السلطوية وبغية الحفاظ على هيمنتها في المنطقة تؤجج على الدوام الخلافات»، مضيفاً إن «هذه القوى بصدد إثارة الخلافات بين الشيعة والسنّة، في حين أن المذاهب المتنوعة عاشت في علاقات أخوية جنباً الى جنب في المنطقة لسنوات طويلة».
وتطرق روحاني الى الاغتيالات والتفجيرات في العراق وسوريا، قائلاً «بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن مقتل أي إنسان بريء يُعدّ أمراً محزناً»، مشيراً الى أن مقتل أناس أبرياء في سوريا بالسلاح الكيميائي «أمر مقلق للجميع».
وأشار روحاني الى أن سوريا تقع في منطقة حساسة للغاية وأن استمرار الأزمة في هذا البلد يشكل تهديداً للمنطقة برمتها. وحذر من تداعيات أي تدخل عسكري خارجي، معرباً عن أمله باستمرار المساعي التي تحول دون اندلاع حرب في المنطقة.
أما النجيفي فرأى أن «الزيارة التي قام بها الى تركيا وإيران أخيراً، أسهمت في حلحلة الكثير من المشاكل، ولا سيما مع أنقرة»، كاشفاً عن اعتزامه القيام بزيارة مماثلة للسعودية وقطر. وقال إن «الهدف من الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي الى أنقرة هو إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين والتي شابها نوع من التراجع خلال الأشهر الماضية»، مشيراً الى أنها «فتحت باباً لإعادة العلاقات بين البلدين الى وضعها السابق». وأوضح أنه «اتفق مع الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان على إعادة العلاقات الثنائية الى طبيعتها وتبادل الزيارات بين وزيري خارجية العراق وتركيا تمهيداً لزيارات على مستوى رئيسي حكومتي البلدين».
وكشف النجيفي عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الأمة التركي لبغداد رداً على زيارته لأنقرة، من دون أن يذكر موعداً محدداً. وأشار الى أن «زيارته لتركيا وإيران كانت تهدف الى إعادة التوازن الى المنطقة» وإدامة العلاقات بين العراق وتركيا وإيران وبناء حالة من التفاهم الإقليمي مع دول بالمنطقة في سبيل معالجة «الأزمة الطائفية» التي بدأت تنتشر فيها». ولفت الى أنه «سيقوم قريباً بزيارة كل من السعودية وقطر استجابة لدعوات رسمية موجهة له لبحث أزمة المنطقة».وحذر النجيفي من «أمر خطير يهيأ لتنفيذه داخل العراق إذا لم تعالج هذه الأزمة بالتنسيق مع الدول المهمة في المنطقة». وبيّن النجيفي أنه حمل الى المسؤولين الأتراك والإيرانيين مبادرة بلاده لحل الأزمة السورية، مشدداً على ضرورة الضغط على أفرقاء الصراع في سوريا لقبول مبدأ الحل السلمي عبر مؤتمر (جنيف 2)».
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، لدى استقباله مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس، «إن الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في تمكين الشعب السوري من تقرير مصيره عبر عملية ديموقراطية حرة وبمنأى عن التدخلات الخارجية».
وأدان عبد اللهيان استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، قائلاً «إن الجمهورية الإسلامية هي إحدى ضحايا تلك الأسلحة المحظورة، حيث كان لطهران مشاورات مع موسكو ودمشق بهذا الخصوص والتي أفضت بدورها الى نتائج ملموسة».
وأشار عبد اللهيان إلى «ضرورة وضع مخطط عملي وجاد لنزع الأسلحة الكيميائية التي تمتلكها المجموعات الإرهابية في سوريا، بموازاة تحديد مصير الأسلحة التي تمتلكها الحكومة السورية».وانتقد مساعد وزير الخارجية الإيراني بشدة إرسال الأسلحة الى المجموعات المسلحة في سوريا، قائلاً إن «الدعم العلني لبعض الدول من خلال تزويد المجموعات الإرهابية ومنظمة القاعدة بالسلاح فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل ملحوظ».
من جهتها، أكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية الى سوريا، وشددت على «أن الحل العسكري لا يحل الأزمة السورية إطلاقاً، ما يستدعي التركيز للوصول الى حل سياسي ودبلوماسي يفضى الى إنهائها».
(مهر، فارس)