أصبحت باريس ترى في الاتفاقات الدولية تقدماً باتجاه الحلّ السياسي في سوريا بعد موقفها الراديكالي والمساند للأعمال العسكرية ضد دمشق. وقال وزير الخارجية الفرنسية، لوران فابيوس، إنّ الاتفاق بشأن سوريا يمثّل تقدماً كبيراً. وأضاف، خلال لقائه نظيره الصيني وانغ يي في بكين، إنّ «اتفاق جنيف ومسودة الاتفاق الإطاري تطور مهم. بالطبع هذا لا يحل كل شيء، فهناك عدد من التفصيلات التي يجب بحثها. سألتقي غداً (اليوم) مع زميلينا جون كيري ووليام هيغ في باريس، وسأكون في موسكو في الصباح التالي للقاء زميلنا السيد (سيرغي) لافروف. لكننا يجب أن نمضي إلى الأمام استناداً إلى مسودة الاتفاق الإطاري». وأكد فابيوس مجدداً ضرورة التوصل الى حل سياسي. بدوره، اعتبر وانغ أنّ هذا الاتفاق حسّن الوضع الحالي المتوتر والمتفجر في سوريا، وقدّم منظوراً جديداً عن استخدام الأساليب السلمية لحل قضية الأسلحة الكيميائية السورية.
وأضاف «لا يمكن أن يحل النهج العسكري القضية السورية. إنه توافق عام بين الصين وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي. يجب إعادة القضية السورية الى مسار الحل السياسي. تستطيع الصين وفرنسا والمجتمع الدولي لعب دور نشط لكي يحدث هذا».
في موازاة ذلك، رحّبت تركيا بالاتفاق الروسي ـــ الأميركي، إلّا أنّها شكّكت في إمكان نجاحه، مؤكدة ضرورة عدم السماح لدمشق «باستغلاله». وأشار بيان رسمي تركي إلى أنّ «تركيا تشيد، بالمبدأ، بنزع كل أشكال أسلحة الدمار الشامل في العالم وفي منطقتنا، وخصوصاً الأسلحة الكيميائية».
كذلك اعتبرت أنقرة أنّ الجدول الزمني المقدم للتخلص من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية «طويل».
من جهته، أشاد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، باستخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفوذ بلاده في سوريا «للتوصل إلى حل». وقال «إنّ سوريا كانت على الدوام الحليف الكبير لروسيا، وحتى منذ زمن الاتحاد السوفياتي. في إطار هذا الواقع، هناك لروسيا تأثير هائل. ولا أستطيع سوى الإشادة باستخدام بوتين نفوذه للتوصل إلى حلّ، الأمر الذي لم يكن قائماً قبلاً».
فيما رحّب الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن بالاتفاق، داعياً دمشق إلى احترامه «من دون تحفظ».
وقال، في بيان، إنّ هذا الاتفاق «يمثل خطوة مهمة على طريق ضمان تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية بشكل عاجل وآمن وقابل للتحقق منه.
ورأى أنّ «الاتفاق يفترض أن يعطي دفعاً جديداً لحلّ سياسي لإنهاء سفك الدماء الرهيب في سوريا».
عربياً، انسحب الترحيب على الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، الذي دعا الأطراف إلى توفير الظروف لإنجاح الاتفاق والمضيّ في التسوية السياسية. من ناحية أخرى، حذّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (مجلس النواب الروسي)، ألكسي بوشكوف، من أنّ روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تفسرا بشكل مختلف الاتفاق حول تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
ورأى بوشكوف أن هذا الاتفاق يشكّل «نجاحاً للدبلوماسية الروسية»، لافتاً إلى أنّه «لم يعد لدى الولايات المتحدة إمكانية التحرك وحيدة. لقد حرمناها بعض الشيء من ورقتها العسكرية»، مضيفاً إن الولايات المتحدة يمكن أن تعود إلى تهديداتها العسكرية.
في المقابل، هاجم اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ النافذين، السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام، بشدة الاتفاق، معتبرين إياه دليل «ضعف». وقالا، في بيان مشترك، إن «(الرئيس السوري بشار) الأسد سيستغل الأشهر العديدة التي منحت له للمماطلة وخداع العالم عن طريق استخدام كل الوسائل التي سبق أن استخدمها (الرئيس العراقي الراحل صدام حسين».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)