رفض عدد من المسؤولين والمشرعين الاميركيين ما جاء فى المقال الذي نشره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية أول من أمس بشأن الازمة الراهنة في سوريا. وفي وقت لم يصدر فيه البيت الابيض رداً رسمياً على ما جاء في مقال بوتين، طالب بعض مسؤوليه الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، بوتين بأن يقرن اقواله بالافعال، واكدوا أنهم يؤيدون بشكل كامل تدمير الاسلحة الكيماوية السورية.

من جهته، لفت زعيم مجلس النواب الأميركي، جون بينر، إلى أنه شعر بالإهانة بسبب مقال بوتين، ولم يقدم بينر تفاصيل عما أغضبه في مقال بوتين، مشدداً ربما يقول (بوتين) الكثير ولكن «تعرفون الحقيقة».
كذلك شدد وزير الدفاع الاميركي السابق ليون بانيتا على أنه ليس من حق بوتين أن يلقي المحاضرات على الاميركيين لكي يعلمهم كيفية احترام حقوق الانسان، مشيراً في حديث ذكرته شبكة تليفزيون «هيئة الاذاعة البريطانية» إلى أن الغرض الاساسي من هذا المقال هو الرغبة فى اضعاف تصميم الولايات المتحدة على التعامل مع الوضع الراهن فى سوريا.
من جانبه، رفض السيناتور الجمهوري جون ماكين مقال بوتين، واصفاً اياه بأنه «إهانة لذكاء كل مواطن أميركي».
من جهته، قال السيناتور الجمهوري جون كورنين: «أود أن أحذر كل واحد من الشعب الأميركي وجميع زملائنا، أن يأخذوا بحذر وتشكك هذا الاقتراح الذي ألقاه الرئيس بوتين في وجه الإدارة الأميركية». وأضاف: «لدينا سبب وجيه للتشكك في أن موسكو شريك دبلوماسي موثوق فيه، وهي جزء من المشكلة في سوريا وليست جزءاً من الحل».
بدوره، انتقد السيناتور الديموقراطي بوب مينديز، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، عبارات بوتين بشدة ولهجته في توجيه النصيحة للولايات المتحدة. وقال مينديز لشبكة «سي إن إن»: «لقد رغبت في التقيؤ بعد قراءة الافتتاحية».
وأضاف: «أنا قلق عندما يأتي شخص من المخابرات الروسية (كيه جي بي) ليخبرنا ما هو في مصلحتنا الوطنية وهو ليس كذلك، وهذا يثير أسئلة عن مدى جدية الاقتراح الروسي».
كذلك أبدى السيناتور الجمهوري جيمس انهوف لشبكة «سي إن إن» اعتراضه على أسلوب وعبارات بوتين، مشيراً إلى محاولات الرئيس الأسبق رونالد ريغان في التقرب من الروس. وقال: «إنني أشعر بالرئيس ريغان يتقلب في قبره».
كذلك انتقدت السيناتورة الديموقراطية تامي بالدوين عبارات بوتين في الافتتاحية، مشيرة إلى أنها تحتوي على الكثير من التهديد والوعيد.
وقالت بالدوين: «قد لا تكون عباراته جيدة، لكني أعتقد أن لدينا فرصة كبيرة ويجب استثمارها في تأمين وتدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا».
بينما أثارت الافتتاحية أيضاً تعليقات وآراء ساخرة على موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الإلكتروني وعبر التغريدات على «تويتر»، حيث قال الصحافي جون بودهوريتز إن «الرجل الذي شنّ عمليات عسكرية في جورجيا والشيشان، من دون تفويض من الأمم المتحدة، يقول الآن إن شن حرب من دون مجلس الأمن هو غير قانوني».
وأوضحت المتحدثة باسم صحيفة «نيويورك تايمز»، إيلين مورفي، أن شركة «كيتشوم» للعلاقات العامة هي الشركة التي استعان بها الرئيس الروسي لصياغة ونشر الافتتاحية، وأنها مرت بالإجراءات المتبعة لنشر أي افتتاحية. كذلك تسلّم مكتب الصحيفة في موسكو نسخة من المقال وأرسل إلى مدير صفحة الرأي في الصحيفة الذي وجد أنه مقال «كتب بعناية وبلغة جيدة ويطرح ذرائع منطقية على الرغم من عدم اتفاقه مع الخطوط العريضة التي يؤمن بها مسؤول الصفحة».
من جهتها، قالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية إن المادة كانت بحاجة إلى عمل أكثر على صياغتها التحريرية، ونشرت بعد وقت قصير من تلقي المقال.
بالمقابل، أكد المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أن المادة التي أتت في المقال كانت تعبر تماماً عن أفكار بوتين، وأن «المضمون الأساسي من المقال كتبه بوتين ثم عمل مساعدوه على توسيع النص».
(الأخبار)