القاهرة | الأزمات السياسية والديبلوماسية بين الجانبين المصري والتركي تزداد تعقيداً، وخصوصاً أن اعترافات الجاسوس التركي، رشاد أوز، تعكس نيات مبيتة عن استعداد الجانب التركي، بغض النظر عن الجهة التي تحركه، للمساس المباشر بأمن مصر وزعزعة الاستقرار الداخلي من خلال استهداف مواقع حيوية وسيادية. «نعم، صورت منشآت عسكرية وشاركت في اعتصام رابعة ووزعت دولارات مزيفة وأسلحة وذخائر»، بهذا الاعتراف لف الجاسوس التركي حبل المشنقة السياسية حول العلاقات المصرية ـ التركية لأنها إثبات بالدليل القاطع على التورط التركي بالأحداث المصرية.
تقول مصادر أمنية مطلعة لـ«الأخبار» إن إجابات أوز المباشرة فاجأت طاقم التحقيق برئاسة المستشار سامح عثمان رئيس نيابة السويس، وخصوصاً بعد تأكيد المتهم أنه يعمل لمصلحة المخابرات التركية، وأن مهمته الرئيسية كانت تصوير منشآت عسكرية في مدن القناة والنقاط الأمنية على طول المجرى الملاحي لقناة السويس، إضافة الى رصد صور واضحة لعدد من أقسام الشرطة بالقاهرة والجيزة والكنائس الكبرى.
وأضاف خلال إجاباته عن أسئلة المحقق النيابي: «مع الوقت توسعت مهمتي لتشمل إغراق السوق المصري بالدولارات المزيفة للمساهمة في تدمير الاقتصاد، وخاصة بعد عملية فض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة ونهضة مصر، في شهر آب الماضي». وبناءً على اعترافات الجاسوس التركي، أمرت النيابة العامة بالسويس تجديد حبس المتهم 15 يوماً، للمرة الثانية، على ذمة التحقيقات حول اتهامه بالجاسوسية، في المحضر رقم 1920 إداري 2013.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة أمنية سيادية بالتعاون مع جهاز الأمن ألقت القبض على الجاسوس التركي رشاد أوز، الذى كان يحمل جواز سفر رقم 245800، وبفحص أوراقة تبين أنه يقيم في مدينة السويس ويعمل في مصنع «سرار» للملابس الجاهزة، المملوك لرجال الأعمال حسن مالك، القيادي الاخواني بالسويس، وأنه يقيم في مصر بنحو شرعي.
وطبقاً لمذكرات تحريات الأمن الوطني رقم 1274/8/2013 ورقم 1155/7/2013 ورقم 1112/7/2013، فإن المتهم مدان بالأدلة «صوتاً وصورة» بتصوير منشآت عسكرية وحيوية في مدن القناة والقاهرة والجيزة، بالإضافة إلى ترويج عملة أجنبية مزيفة، والتحريض على ارتكاب أعمال عنف في مصر. وتشير المذكرات الى أنه رُصدت تحركاته بمعرفة جهاز الأمن الوطني منذ بداية اعتصام جماعة «الإخوان» برابعة، وبعد فض الاعتصام بالقوة، حرّض أنصار الرئيس المعزول على تخريب المنشآت العامة والتعدي على الكنائس بالقاهرة والجيزة وكذلك أقسام الشرطة، وروج بمساعدة آخرين عملات أجنبية مزيفة بكميات كبيرة.