ريف دمشق | أتمّت المعركة في مدينة معلولا أسبوعها الأول، الذي حمل من المصائب على أهالي المدينة ما يحمله دهرٌ طويل، فأكثر من ألفي شخص نزحوا من المدينة، بينما لا يزال حوالي 100 شخص محاصرين بداخلها، وتجاوز عدد القتلى الـ 23 شهيداً من أهالي المدينة، وأكثر 25 شهيداً من العسكريين، هذا بالإضافة إلى حوالى 15 مخطوفاً، وعدد كبير من الجرحى. أما الأبنية الأثرية فلا تزال حصيلة الخسائر فيها مجهولة، في ظل استمرار سقوط قذائف الهاون عليها من جهة المسلحين. وأول من أمس حاولت وحدة من الجيش السوري الدخول من الطريق الغربي للمدينة، بهدف تأمين إخراج المدنيين المحاصرين، وسحب القتلى والجرحى، ولكن تبيّن أنه قد تمّ تفخيخ الطريق في وقت سابق، ما يؤكد أن الهجوم نحو البلدة قد تم التحضير له منذ زمن طويل. وبعد إزالة المتفجرات من الطريق الغربي تمكّن من الدخول بشكل خاطف إلى داخل المدينة، يرافقه الهلال الأحمر، وتمّ سحب جثث 3 شهداء، وإخراج بعض المدنيين، بينهم مختار البلدة، وعضو مجلس الشعب وشيخ مسجد معلولا محمود دياب.
أبو بطرس (73 عاماً) أحد الناجين يروي لـ«لأخبار»: « كنا متجمعين في بيت واحد، ولم نتمكن من الخروج طيلة الأيام السابقة، بسبب وجود القناصة». ويضيف: «عندما تمكنّا من الخروج كان المنظر مأساوياً: جثث مرمية في الشوارع، وبيوت مدمّرة، وخرابٌ في كل مكان».
وأكّدت الأم بيلاجيا، التي أصرت على البقاء في دير مار تقلا، عبر تسجيل صوتي لها، أنها ومن بقي معها من الراهبات والرهبان بخير، ووصفت المعارك خارج الدير بـ«الطاحنة»، نافية ما تردّد، في بعض صفحات «فايسبوك» الموالية، من أن دخول المسلّحين جرى بالتواطؤ معها، أو مع أيٍ من أهالي معلولا. بينما أكّد الشيخ محمود دياب وجود اتصالات مع المحاصرين، وتحفّظ عن إضافة أي شيء عنهم، حفاظاً على أرواحهم. وأكّد قائد عسكري ميداني من الجيش السوري لوسائل الإعلام الرسميّة، أن الثماني والأربعين ساعة القادمة تحمل تطورات إيجابية، إذ تجري عملية دقيقة لتحرير المدينة بأقل الخسائر، في الأرواح والأبنية، وأن الجيش قد وصل إلى ساحة البلدة.

معارك الريف

في سياق آخر، تتجدّد الاشتباكات في الأجزاء الشمالية من الغوطة الشرقية، على محاور برزة والقابون، بينما يسود هدوء على خطوط التماس في جوبر والمليحة، ويستمر القصف الصاروخي على تجمّعات المعارضة المسلّحة في العمق من الريف الشرقي. وقد أدّى أمس سقوط قذائف هاون، من جهة «لواء الإسلام»، على «الشركة العامة للإنشاء والتعمير»، في ضاحية الأسد في حرستا، إلى مقتل 5 عمّال.
وتتحدث مصادر من المعارضة عن مقتل 40 جندياً من الجيش السوري على أطراف بلدة دير السلمان، في الغوطة الشرقية، التي تمكن الجيش من السيطرة عليها أمس. أما في الغوطة الغربية، فيستمر القصف من جبل قاسيون على تجمعات المسلحين في المعضمية، وعلى منطقة الجمعيات في داريّا.
وتقوم الدبابات المتمركزة على حاجز الحرش في الزبداني باستهداف سهل المدينة والجبل الغربي حيث وقع عدد من القتلى في صفوف المسلحين، بحسب مصادر من المعارضة.