القاهرة | استهداف «أنصار بيت المقدس» الأراضي المحتلة بصواريخ تُطلق من سيناء، لا يُعفيه من كونه تنظيم إرهابي يتلقى تمويلاً من جماعة «الإخوان المسلمين» لتنفيذ مخططات إرهابية في بلاد المحروسة، ويوالي تنظيم «القاعدة» ومشاريعه، على ما تفيد السلطات المصرية التي ترى أن تبنيه لمحاولة اغتيال وزير الداخلية كان حلقة الفصل، والبصمة الأوضح لتوجهاته ونواياه التخريبية. تقول مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن «بصمات القاعدة تتجلى في الحادث» والتحقيقات وحدها ستكشف النقاب عن المتورطين الحقيقيين فى عملية استهداف وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم، عن طريق سيارة مفخخة تربصت بموكبه أثناء توجهه من منزله بشارع مصطفى النحاس في مدينة نصر الى مقر وزارة الداخلية في منطقة وسط البلد.
وبحسب المصادر، فان تحريات «الأجهزة السيادية» رصدت خلال عملية التقصي عن ملابسات الحادث، أن هناك «أجهزة أمنية غير مصرية متورطة في تدريب العناصر الإرهابية، التي قامت بعملية تفجير سيارة بالقرب من الموكب الوزاري، لتكون بداية لسلسلة من العمليات التفجيرية قد تطول كل المؤيدين لثورة «30 يونيو»، بمن فيهم المواطنون المصريون، عبر زرع عبوات ناسفة في محطات السكك الحديدية وداخل المجمعات التجارية الكبرى والهيئات والمؤسسات الحكومية وداخل الأنفاق المنتشرة بطول مصر وعرضها».
التحريات الأمنية أوضحت أن «المتفجرات التي استُخدمت في تفجيرات كنيسة القديسين هي نفسها التي استُخدمت عند تنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية»، موضحة أنّها «قنابل تحوي مواد شديدة الانفجار تسمى «القنابل التقاربية»، وتتضمن أنواعاً من المواد الكيميائية، التي تتسبب في حجم من كبير من الاشتعال ومدمر في الآن نفسه، نظراً لوجود مادتي «برومكسيتي» و«تي أن تي»».
وأشارت التحريات الى أن العناصر الإرهابية الذين حاولوا استهداف موكب وزير الداخلية ينتمون الى تنظيم «القاعدة» وعدد من العناصر الجهادية وتنظيم «الاخوان المسلمين»، بعد رصد معلومات مبدئية بتورطهم في التخطيط لهذه العملية، مع تحديد الجنسيات التي شاركت في العملية وهم «مصريون وفلسطينيون». تقول المصادر إن هؤلاء العناصر قاموا بالتخطيط لتنفيذ جريمتهم المفخخة منذ قرابة شهر من خلال تواصلهم مع عدد من الخلايا النائمة لجماعة «الاخوان المسلمين» في مصر. وعن الإجراءات التي اتبعها منفذو العملية، قالت مصادر «الأخبار» الأمنية، إن العناصر الارهابية استأجروا عدداً من الوحدات السكنية القريبة من مدينة نصر وعدداً من الوحدات القريبة من منزل اللواء محمد إبراهيم، وقاموا برصد تحركاته على مدار 15 يوماً تقريباً مع تخصيص عدد من الأفراد لتتبع موكبه ذهاباً وإياباً لمعرفة المسالك والطرق التي يتخذها الوزير عند الذهاب الى عمله والعكس.
أوضحت مذكرة التحريات المبدئية التي رفعتها قيادات جهاز الأمن الوطني، أن «أنصار بيت المقدس» أو « مجلس شورى المجاهدين ــ أكناف بيت المقدس»، متواجدون في الجزء الحدودي الملاصق للنقاط المتاخمة مع قطاع غزة، وقوام تنظيمهم مرتبط بتنظيم «القاعدة»، خاصة وأن عناصره نفذوا عملية قادها أبو صهيب الهزلي، وهو يمني الأصل يحمل الجنسية، وأهداها الى روح اسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
وذكر التقرير أن مجموعة «أكناف بيت المقدس» مرتبطون بالرئيس المعزول محمد مرسي، وأنهم الاداة التي يستخدمها «الاخوان المسلمون»، لنسف خطوط الغاز الممتدة من الأراضي المصرية الى إسرائيل والأردن، مستشهدين بعدد من البيانات التي صدرت عنهم بشكل رسمي، واعترافهم بتوليهم مهام تفجيرات خطوط الغاز التي كانت تتم قبل تولي الرئيس السابق مهام إدارة شؤون البلاد، وقد توقفت تماما عقب مباشرة أعماله من مقر عمله بديوان عام الرئاسة، قبل أن تنفذ تفجيراً وحيداً بعد يوم «30 يونيو»، عقب عزل الرئيس والتحفظ على أعوانه من الجماعة وطاقم المستشارين. وتكشف مذكرة تحريات الامن الوطني أن مجموعة «أكناف بيت المقدس»، أعلنت أن نشاطها لم يمتد لداخل العاصمة أو المحافظات ما دام الجيش المصري لا يقترب من مناطق تمركزها، لكنها توعدت بالنيل من رموز الدولة في حال التعرض لهم ولعناصرهم المعروف أنها من جنسيات مختلفة الى جانب الجنسية المصرية.