كشفت صحيفة «هآرتس»، عن أن رئيس «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ــ آمان»، اللواء هرتسي هليفي، أعرب عن قلقه من «مدى التماسك الاجتماعي الإسرائيلي» حالياً، أكثر من قلقه من العمليات، وتساءل: هل «سيبقى المجتمع الإسرائيلي مجتمعاً واحداً بعد عشر سنوات».
في بداية الخطاب القصير، أوضح هليفي أنه لن يتحدث عن الاستخبارات، بل عن «مواضيع قيمية»، وأضاف في حديث مغلق عُقد بعد ساعات من سلسلة العمليات التي شهدتها إسرائيل في اليومين الماضيين، وقد وصل تسجيله إلى صحيفة هآرتس، أنه «يمكنني أن أقول ما الذي ينبغي أن يقلقنا أكثر من أي شيء آخر في دولة إسرائيل».
ورأى في هذا المجال أنه «يمكن أن نكون قلقين من أن هناك بضع عمليات اليوم، بعضها قاسٍ، وهذا بصراحة مقلق جداً، ولكن سبق أن تجاوزنا هنا مراحل قاسية جداً، ويبدو أن هذا لن ينتهي أيضاً، وعلى ما يبدو سنعرف كيف نتصدى له بصورة جيدة لاحقاً أيضاً، كذلك ستكون هناك أحداث غير لطيفة». أما بخصوص «ما ينبغي أن يقلقنا أكثر بكثير، فهي مسألة كم نحن حقاً مجتمع واحد، وهل سيكون التماسك في المجتمع الإسرائيلي هكذا بعد عشر سنوات».
وكان هليفي قد تحدث في مناسبة تتصل بالتيار الإصلاحي في اليهودية، وهي تتمركز في «هود هشارون» التي تسمى على اسم الجندي «يونثان بفيدن» الذي سقط في جنوب لبنان عام 1993، على يد حزب الله، وكان هليفي آنذاك قائد سريته التابعة للواء المظليين، ودُعي إلى هذه المناسبة عبر والد الجندي القتيل.
وذكرت «هآرتس»، برغم أن هليفي لم يقل ذلك صراحة، أنه يمكن أن يفهم من أقوال الرجل أنه «يتحدث بالذات عن مسائل تتعلق بالقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان»، مضيفة أنه قال: «إذا كان ثمة مجال لتوسيع القاسم المشترك وعدم استبعاد أحد لأي سبب، بل قبول كل واحد كما هو، فإني مستعد لأن أكون فيه (المجتمع)». وتابع بالقول: «في موقعي الصغير اليوم في الجيش الإسرائيلي، نجتهد حقاً كي نجلب كل من يمكن جلبه إلى الجيش. ونبذل جهوداً كبيرة في ذلك. أعتقد أن كون الجيش في دولة إسرائيل هو جيش الشعب، فهذا قوة للكثير جداً من السنوات إلى الأمام. آمل أن نكون ننجح في تربية الجنود في أن يكونوا أكثر تسامحاً وأن يقبلوا الآخر على نحو أفضل»!
(الأخبار)