رغم مواصلة طائرات التحالف السعودي غاراتها في شرق صنعاء وبعض المحافظات الأخرى، صمدت التهدئة على الشريط الحدودي بين البلدين، التي أفضت إليها المحادثات المباشرة بين السعودية و«أنصار الله»، وسط ترحيب خليجي وعربي وتشجيع على سلوك طريق الحل السياسي.
ووسط تكتم من قبل الطرفين على مضمون الاتفاق أو ظروف اللقاء الذي اتسم بطابع أمني أكثر منه سياسي، وهو الأول منذ بدء الحرب، نشر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» ما قال إنه مضمون الاتفاق المبدئي بين السعودية و«أنصار الله». وتضمن الاتفاق الذي نشره عبر موقع «تويتر» النقاط الآتية:
1) هدنة دائمة على الحدود. 2) انسحاب الحوثيين من المواقع التي سيطروا عليها داخل الحدود السعودية. 3) هدنة على مختلف جبهات القتال. 4) رفع الحصار عن تعز. 5) السماح بتمرير المساعدات والمواد الإغاثية لمختلف المناطق التي يسيطر عليها الحوثي. 6) تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الحوثي. 7) تشكيل مجلس حكم محلي للعاصمة صنعاء. 8) تبدأ فور استقرار الأوضاع مرحلة إعادة الإعمار بعد عقد مؤتمر دولي للمانحين. 9) يتم دفع تعويضات للحوثيين وترضيات لبعض القيادات القبلية تحت مسمى إعادة الإعمار. 11) يجمد موضوع تسليم السلاح لـ«الشرعية» ويحال إلى الحكومة الانتقالية (الحوثي جزء منها). 11) يسكت كل طرف عن ملاحقة الطرف الآخر بجرائم الحرب. 12) رفع درجة التمثيل التفاوضي لجميع الأطراف. 13) استكمال المفاوضات في الأردن لمناقشة تفاصيل هذه النقاط وطريقة تنفيذها.
وتضمنت معلومات «مجتهد» أيضاً تعهدين قدمتهما السعودية في هذا الاتفاق، وهما: «الاعتراف بالحوثيين كمكوّن سياسي رئيسي في اليمن»، و«التنازل عن قرار مجلس الأمن الملزم بخروج الحوثيين من المدن وتسليم السلاح للشرعية».
أقدمت السعودية على التفاوض نتيجة ضغوط أميركية

وفي حال صحّت هذه التسريبات، لا سيما التعهدات السعودية، تكون «أنصار الله» قد أحرزت مكاسب ملحوظة في المفاوضات المباشرة، وذلك بنظرة سريعة على دوافع حملة «عاصفة الحزم» التي شنّتها السعودية على اليمن لإقصاء «أنصار الله» عن الحياة السياسية، في الوقت الذي كانت ترتفع فيه أصوات سعودية ويمنية موالية للرياض بالسعي إلى «إعادة الحوثيين إلى جبال مران»، في عبارة تكررت كثيراً خلال الحرب، والتي تشير إلى نية عزل الحركة وتحجيمها إلى جماعة «فئوية» فقط.
ووفقاً للمعلومات المنشورة أيضاً، فإن السبب الذي دفع الرياض إلى خطوة التفاوض هو الضغط الأميركي بسبب توسع نفوذ «القاعدة»، وتدهور الأوضاع باتجاه خطير في عدن وعلى الحدود السعودية.
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والمغرب قد عبّرت عن دعمها إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية، إضافةً إلى «رفضها التام للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس والمنطقة». تجدر الإشارة إلى أن الأردن والمغرب كانتا مرشحتين لاحتضان مفاوضات بين السعودية و«أنصار الله»، بحسب ما جاء في مراسلة مسرّبة بين المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، قبل الإعلان عن الاتفاق الاخير بين الطرفين.
على المستوى العسكري، أعلنت الرياض استمرار التهدئة على الحدود اليمنية السعودية «رغم وجود بعض الخروقات». وكان ليل الاربعاء وفجر الخميس قد شهدا استئنافاً لغارات طائرات «التحالف» بعد خفوت الغارات خلال الأيام الأربع الماضية. واستهدفت الغارات مناطق الدفون والمدارج في مديرية نهم شرقي صنعاء. وفيما تواصلت الغارات الجوية في المحافظات الداخلية، لا سيما في شبوة حيث قتل ثلاثة أشخاص بعد استهداف الطائرات لسيارتهم في بيحان، استمر الهدوء على الشريط الحدودي بين البلدين.

(الأخبار، الأناضول)