مرة جديدة تبدي طهران استعدادها للمساهمة في حل الأزمة السورية التي تأخذ حيزاً واسعاً من اهتمامات المسؤولين في طهران لما يجري في بلد يُعتبر حليفاً استراتيجياً للجمهورية الإسلامية؛ ففي اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية محمد جواد ظريف بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، شدد الأول على خطورة اللجوء الى الخيار العسكري في التعامل مع الأزمة السورية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء بأن وزير الخارجية الإيراني أجرى اتصالاً هاتفياً مع الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أدان استخدام الأسلحة الكيميائية بشدة في سوريا، مُحذّراً في الوقت ذاته من تداعيات اللجوء الى الخيار العسكري ضدها.
واعتبر ظريف أن «التدخل العسكري سيحمل الكثير من التداعيات التي يتعذر السيطرة عليها»، مؤكداً «استعداد طهران للمساهمة في إيجاد حلول سياسية تكفل إنهاء الأزمة بالسبل السلمية».
بدوره أكد بان على ضرورة تبني الحلول السياسية في التعاطي مع هذه الأزمة.
وكان ظريف قد حذّر البيت الأبيض أول من أمس من أن الكونغرس غير مخول بإعطاء الضوء الأخضر لضربات عسكرية أميركية قال إنها ستكون انتهاكاً للقانون الدولي.
من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية الإيراني خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً من نظيره الفنزويلي، الياس خاوا ميلانو، إن «التبعات الخطيرة للعمل العسكري المتمثل ضد سوريا ستكون خارج سيطرة الدول الكبرى».
ونوه ظريف الى أن «اللجوء للخيار العسكري قرار غير شرعي ويخل بالأمن والسلم الدوليين، فضلاً عن أن السيطرة على تبعاته الخطيرة لن تكون بأيدي منفذي العملية العسكرية، وخصوصاً أنه لم تحدد الى الآن هوية المسؤول عن ارتكاب جريمة استخدام الأسلحة الكيميائية». إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، أن «القوات المسلحة الأميركية ليس لها الإمكانية الميدانية لاستخدام القوات العسكرية وإيجاد التوازن الاستراتيجي في سوريا، لذلك ستسعى من خلال هجمات محدودة الى تعزيز معنويات الإرهابيين المنهارة، وإضعاف القدرات الميدانية للقوات المسلحة السورية لتغيير التوازن الميداني لصالح المعارضين التكفيريين»، مضيفاً إن إيران كانت قد حذّرت بشأن دخول شحنات غاز السارين الى سوريا قبل 8 أشهر.
(أ ف ب، رويترز)