أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الهجوم الذي نفذه مسلحون مساء السبت ضد رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة «فردي ومعزول»، وذلك غداة مقتل مسؤول في تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن مع أربعة عناصر آخرين بقذيفة اطلقتها طائرة أميركية بلا طيار.وقال هادي، في اتصال هاتفي مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، «إن حادث اطلاق النار على موكب الأخ رئيس مجلس الوزراء عملية فردية مدانة وبلطجة غير مقبولة وستواجه بالحزم باعتبار ذلك عملاً اجرامياً يستحق العقاب الرادع».

وأضاف الرئيس اليمني، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية، إن الحادثة «معزولة وفردية ولم يكن لها أثر يُذكَر سوى خلق فرقعة اعلامية، قد يكون الغرض منها الإساءة إلى الحكومة بصفة خاصة وإلى اليمن».
وكان مصدر أمني قد أكد لوكالة «فرانس برس» أن باسندوة نجا من محاولة اغتيال تعرض لها من جراء اطلاق نار على موكبه في صنعاء أول من أمس.
وقال المصدر إن «أربعة مسلحين مجهولين أطلقوا النار على موكب رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة، في الحي السياسي وسط صنعاء، أثناء عودته إلى منزله، ولم تسجل أي أصابات». واكد مصدر أمني آخر أنه «من غير المرجح ان تكون لهذه الحادثة علاقة بتنظيم القاعدة».
وكانت مصادر أمنية يمنية قد ذكرت أن مسلحين يُعتقد انهم من تنظيم القاعدة في اليمن، اعترضوا العقيد في جهاز الأمن السياسي، حسن علي المنصوري، وأطلقوا عليه النار مما أدى إلى مقتله على الفور في بلدة لبعوس التابعة لمحافظة لحج يوم الجمعة الماضي.
وأوضحت المصادر نفسها، أن رجالاً قبليين من أقرباء ضابط الاستخبارات حاصروا المهاجمين وتمكنوا من قتل أحدهم وأسر اثنين آخرين.
في الوقت نفسه، أقدم مسلحون أمس مرة جديدة على تخريب أنبوب النفط الذي يربط بين وسط البلاد وميناء التصدير على الساحل الغربي، وذلك في منطقة وادي عبيدة. وذكر موقع وزارة الدفاع أن التفجير الجديد أدى الى «اشتعال النيران وتوقف الضخ عبر الانبوب».
وقالت مصادر، إن هجوم اليوم، الذي وقع في محافظة مأرب في وسط البلاد، بعد تهديد من قبيلة بتفجير خط الأنابيب إثر حصار قوات الأمن لمنزل زعيم قبلي قد تسبب في اشتعال النيران بالخط.
وكان أربعة على الأقل يُشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة قد قُتلوا يوم الجمعة الماضي، في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار، في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وفي وقت لاحق، أعلن مصدر قبلي في محافظة البيضاء مقتل قائد الذهب أحد القادة العسكريين في تنظيم القاعدة في اليمن الجمعة في قصف من طائرة بلا دون طيار في المنطقة.
وأوضح المصدر أن قائد الذهب ورجلين آخرين قتلوا في القصف الذي استهدف سيارة كانوا على متنها في قرية المناسح الواقعة في البيضاء. واكد شهود عيان لـ «فرانس برس» مقتل قائد الذهب الذي نشط في العراق في السابق.
من جهته، أكد مسؤول في محافظة البيضاء مقتل الذهب، وقال إنه «كان اهم قائد عسكري ميداني للقاعدة في محافظة البيضاء»، مضيفاً أن «عناصر مسلحين من القاعدة انتشروا بعد اعلان مقتل زعيمهم في أماكنهم واعتبروا مقتله خرقاً للهدنة مع السلطة».
وقائد الذهب هو شقيق طارق الذهب احد قادة تنظيم القاعدة في اليمن، الذي سيطر على رداع في محافظة البيضاء لفترة قصيرة قبل ان يقتل.
وتعد المناسح معقل اسرته، وهو كان صهر الامام الاميركي اليمني انور العولقي، الذي قتل في ايلول 2011 في غارة اميركية. والولايات المتحدة هي الوحيدة التي تملك طائرات بلا طيار في المنطقة. ولم تنف السلطات اليمنية يوماً استخدام هذه الطائرات ضد القاعدة، وتؤكد باستمرار انها تتعاون مع حلفائها لمكافحة التنظيم المتطرف.
(أ ف ب، رويترز)