القاهرة ــ الأخبار على الرغم من الحملة الأمنية التي طالت أبرز قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، طاف أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، عقب صلاة الظهر أمس، في مسيرات «جمعة الحسم» المتفرقة، غير أنها تحوّلت الى اشتباكات أسفرت عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى، فيما حاولت السلطات الأمنية تعزيز تواجدها حول المنشآت الحيوية ومنعت مسيرات «الإخوان» من التقدّم في بعض المناطق.

وقال وكيل وزارة الصحة في بورسعيد، حلمي العفني، إن شخصا قُتل وأُصيب ما يقرب من 22 آخرين، في الاشتباكات التي وقعت بين أنصار مرسي والأهالي من سكان منطقة ناصر ومساكن الكويت بالمحافظة، واستُخدمت خلالها طلقات نارية وخرطوش.
وفي ميدان سفينكس في القاهرة عقب انتهاء صلاة الجمعة، تجمع نحو 35 شخصا قبل ان تطلق الشرطة الغاز المسيل للدموع باتجاههم، رغم ان الجمع كان يتظاهر بشكل سلمي.
وأمام مسجد الاستقامة في الجيزة، وقف نحو 150 من أنصار الرئيس المعزول في غياب لقوات الأمن، وقد حملوا صور مرسي ولافتات صغيرة صفراء في اشارة الى ميدان رابعة في القاهرة.
واستبقت السلطات التظاهرات باجراءات أمنية مشددة، حيث حذر المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف، من أن قوات الامن ستستخدم الرصاص الحي ضد الذين يهاجمون المنشآت العامة للدولة. وقال التلفزيون الرسمي، إن الجيش أغلق الطرق المؤدية لميدان التحرير في قلب العاصمة وميدان رابعة العدوية كذلك المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية الرئاسي. وانطلقت مسيرة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، الجمعة، من شارع مكرم عبيد بمدينة نصر باتجاه قصر الاتحادية الرئاسي، ضمن فعاليات «جمعة الحسم».
وفي وقت سابق للمسيرات، دعا الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، المصريين الى النزول والمشاركة في تظاهرات «جمعة الحسم» لوقف «العسكريين والانقلابيين».
وقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها من مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: «أدعو هؤلاء العسكريين المتطاولين بغير حق على الشعب المصري كونوا عقلاء، عودوا إلى مكانكم، مهمة الجيش أن يحرس الحدود، أما أن يدخلوا ويحكموا البلاد فهذا وراءه الفساد كل الفساد». وأضاف «عودوا إلى أماكنكم.. لا ينبغي لكم أبدا أن تظلوا على رأس هذا الشعب، الشعب له من يحكمه، لا بد أن يعود الشعب ليحكم الناس عن طريق الانتخاب الحر.. ولستم أنتم من تشرفون عليه».
وتابع: «ماذا فعل هؤلاء الناس، هؤلاء ما رأينا مثل ما فعلوا، جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك حكموا 60 سنة ما فعلوا مثلما ما فعل هؤلاء في عدة أيام وأسابيع».
وأضاف: «ندعو المصريين جميعا أن يخرجوا من بيوتهم... هذا فرض عين على المصريين، أنا أجد ومن معي من إخوة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعلماء الأزهر في مصر، لا أقول شيخ الأزهر ولا من كان مفتيا في زمن ما، هؤلاء ليسوا بعلماء، ويمثلون السلطة لا يمثلون الشعب، أنا أقول العلماء الذين يمثلون علوم القرآن والسنة، ويمثلون حقيقة الشعب وجراحه».
وتوجه الى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بالقول «أنت يا سيسي كنت وزيرا في عهد مرسي فكيف لك أن تعزله، فلتذهب للجحيم أنت ومن معك، بعدما حنثت بقسم اليمن أمام الله».
وأثنى على محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية المستقيل، بقوله «صبر كثيرا ولكنه عندما رأى أن هؤلاء الناس تجاوزوا كل حد وفاقوا كل تصور في الغلبة على الناس بالحق والباطل وفي إيذاء الناس في انفسهم واهليهم واموالهم وأولادهم وفعلوا الأفاعيل التي لا يرضاها بشر لم يطق وخرج فسرعان ما كالوا له الاتهمات لأن هؤلاء الناس من أكذب خلق الله».
من جهته، قال القيادي الإخواني محمد البلتاجي، الذي اعتُقل أول من أمس، إنه كان يقصد بالفيديو الشهير الذي هدد فيه بتصعيد العمليات في سيناء بأن «العنف اللي في سيناء سيتوقف في الثانية التي يتراجع فيها (وزير الدفاع عبدالفتاح) السيسي عن الانقلاب العسكري، التظاهرات التي ستجوب أنحاء البلاد كلها وفي سيناء بالأخص»، وأنها «لن تتوقف إلا بعد عودة مرسي».
جاء ذلك في رده عن سؤال النيابة عن الفيديو الشهير، ووجهت له النيابة سؤالا عن تصريح آخر بتقديم «ملايين الشهداء»، فقال: «قصدت أنهم لن يبرحوا مكانهم مهما حدث حتى لو تم فض الاعتصام بالقوة، وقتل جميع المعتصمين سلمياً ضد الانقلاب العسكري».
ووصف ما حدث في مصر يوم «30 يونيو» بأنه «ثورة فوتوشوب مدتها 48 ساعة»، مؤكدا أن «النظام الحالي معزول عن العالم»، ونفى اشتراكه في التحريض على أعمال القتل والترويع، التي وقعت في منطقة بين السرايات، قبل أن تقرر النيابة حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
ووجهت للبلتاجي اتهامات بالقتل والشروع في القتل، وممارسة أعمال بلطجة، وترويع مواطنين، وتكوين عصابات مسلحة تهدف إلى تكدير الأمن والسلم العام، وحيازة أسلحة وذخيرة بواسطة الغير، ومد جماعات قتالية بالسلاح، وإرهاب مواطنين باستخدام أسلحة ومفرقعات، وقد انكرها جميعاً.