إلى الجحيم كل نقاش حول ديموقراطية تدعمها أميركا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا وإسرائيل... إلى الجحيم كل مسعى إلى حرية بدعم من هؤلاء القَتَلة.
إلى الجحيم كل تافه، مجرم، خائف، مهما كان شكله أو اسمه أو عنوانه أو وظيفته.

الى الجحيم كل الذين يدعمون حرب التدخل العالمية لإسقاط سوريا.
الى الجحيم كل هذه الحفنة من العملاء الذين لا بد ان يحاكمهم الناس في يوم قريب، في حالة استقرار أو حالة فوضى.
الى الجحيم كل الخونة، وكل خطاباتهم، وكل دموعهم الكاذبة، وكل عويلهم وصراخهم، وكل منظماتهم الخاصة بحقوق الانسان، وكل منظمات مجتمعاتهم المدنية الخانعة.
قرار الحرب على سوريا، ليس سوى الخطوة الاخيرة، المقررة منذ سنتين ونصف، بحثاً عن تدمير المقاومة، مدنا وبشرا وفكرة ايضا.
لا مجال لأيّ نوع من المساومة، ولا مجال لأيّ نقاش أو سجال، ولا مجال للاستماع إلى أيّ عميل يعرض علينا لائحة الأسباب والمسبّبين، ومَن يتمسّك من هؤلاء برأيه أو موقعه، أو تصنيفه، فليذهب ويضع عصبة على جبينه بعدما وضع عصبة على عينيه، ولينضمّ إلى مجموعات العملاء والتكفيريين.
هؤلاء يعيشون أصلاً على فتات سارقي الثروات العربية، يعملون عندهم، ويتلقّون منهم الأموال وكل أشكال الدعم، ولم يعد ينقصهم سوى إعلان الاندماج كليّاً في عوالم هؤلاء القَتَلة الذين بات واجباً وفرض عين على كل قادر مقاتلتهم، حيث هم، حيث يتواجدون، حيث تتوافر فرصة الانتقام منهم، ومعاقبة كل الخونة، واحداً تلو الآخر، في أسرّتهم، أو خلف مكاتبهم، أو داخل دباباتهم، أو في قصورهم، لوحدهم، أو بين أفراد عائلاتهم...
ماذا تريدون منا اليوم؟
هل تريدون تكرار تجربة العراق؟
هل تريدون تكرار تجربة أفغانستان والصومال؟
هل تريدون تكرار تجربة ليبيا؟
هل تريدون تكرار تجربة حروب لبنان؟
او هل انتم تعتقدون انها الحرب التي تقضي على حق لن يزول اسمه الوحيد الدائم الى ابد الابدين: فلسطين!
لسنا مضطرّين إلى تكرار السجال، ولا إلى تكرار البحث والأجوبة والتعليقات والتحذيرات، ولسنا مضطرّين سوى إلى إعلان موقف واحد، وهو أنّ الحرب التي يُعَدُّ لها ضدّ سوريا هي حرب استعمارية، وكل مشارك فيها، كلياً، تأييداً، تمويلاً، ترويجاً، تبريراً، وقتالاً، هو عميل خائف، ولا عقوبة له سوى الموت، جهاراً نهاراً بدون خجل أو حياء!
إنّها الحرب!
سيستفردون دمشق، أم مدن العالم، ويريدون سحق الناس والجيش والقيادة هناك. يريدون تدمير التاريخ والموروث الوطني بوجه الغزاة. ويريدون تدمير كل روح تقاوم الاستعمار وتدعم المقاومين في كل المنطقة. ويريدون مدّ شريان حياة دائمة لإسرائيل، ولأنظمة القهر في بلادنا العربية، ويريدون إيصال العملاء، من كل الصنوف والأشكال، لتولّي بلدان وسرقة ثرواتها، وإبادة شعوبها.
عندما تقول اميركا انها لا تحتاج الى تغطية، ولا الى تبرير قانوني، ولا الى تحقيق علمي، ولا الى دعم سياسي، وانها تقدر على التحكم بمصير امة لمجرد انها قررت ان مصلحتها تفرض عليها ذلك، يعني ان علينا التصرف مثلها تماماً، بأن لا ننتظر تغطية ولا دعما ولا تبريرا ولا سؤالا عن معايير دولية وخلافه، وان نخوض بوجهها، ووجه مستعمراتها، كل انواع الحروب والقتال، وان نسعى، بكل جهد، الى نقل النار الى ارضها، في كل مكان من ارضها ومدنها، والى أن نصرخ بوجه السفاح، ان كل ذلك سنقوم به، من دون ان تقدروا على تجريدنا من انسانيتنا، تلك التي نحتفظ بها لاجل انفسنا ولاجل اولادنا ولاجل المقهورين في كل الارض.
امس، ظهر الغرب كله على حقيقته. غرب حاقد، قاتل، لا مكان فيه لحق إلا لمن يعرف الخنوع امامه، ولا امان فيه الا لمن يرفع الراية البيضاء.
امس بدت اوروبا كريهة. ليست عجوزا حمقاء فقط، بل قبيحة، السم يفحّ من كل ثناياها، وفيها العار يسكن صناع الرأي العام، ويسكن مصانعها ومدارسها وجامعاتها وناسها الذين لا يخرجون ويطردون القتلة من بينهم.
ليس لنا سوى مقاومتهم، بكل ما تملكه ايدينا وعقولنا ودمائنا، ولا شيء سيحجب عنا رؤية العدو الواحد، الذي له وجوه عدة، ولكن باسم واحد: انهم البرابرة، مصاصو الدماء... اما نحن، فقدرنا هو المقاومة!