دمشق | رغم أنّ مستوى العنف قد خفّ خلال اليومين الماضيين ميدانياً بالتزامن مع وجود فريق المراقبين الدوليين في مناطق من الغوطة الشرقية، إلا أنّ الأعمال العسكرية متتابعة على قدم وساق في الغوطة الشرقية والأحياء الجنوبية. الحيّ الشرقي في المعضمية بدأ يستعيد أمنه جزئياً، مع عودة بعض الخدمات إليه، فيما يستمر قصف الجيش السوري لإحداثيات المسلحين في مناطق متفرقة من المعضمية، مع توقف التقدم العسكري البرّي. بعض العسكريين يلفتون إلى محاولة المسلحين إيجاد تحصينات جديدة ضمن مناطقهم، مستغلين الضجّة الإعلامية التي أثارتها التهديدات الأميركية، لكن يؤكد عسكريون آخرون أن الجيش مستمر في أداء عمله في الأحياء الجنوبية والغوطة. أمرٌ تثبته المظاهر القتالية لقوات الجيش والقوى الأمنية، حيث يرتدي معظم الجنود السوريين في مخيّم اليرموك وبقية الأحياء الجنوبية من العاصمة الأقنعة الواقية خشية أية مفاجآت محتملة. فريق القبعات الزرق الذي جال في مناطق عدة من الغوطة، كجوبر وعين ترما والمليحة وزملكا، تحدّث مع مصابين جرّاء الاشتباكات والقصف على تلك المناطق، وعاين أعضاؤه أماكن سقوط الصواريخ وأخذوا عينات لازمة لإجراء الفحص المطلوب، وسط وجود عناصر مسلحين من الجيش الحر في تلك المناطق، في وقت تتواصل فيه المعارك في جورة الشياح وباب هود في مدينة حمص؛ إذ تستمر قوات الجيش السوري و«الدفاع الوطني» بحملتها العسكرية لتحرير حمص القديمة، بدءاً من القصور والقرابيص، ومروراً بالحميدية، بعد اكتشاف عدد من الأنفاق المفخخة وإغراق بعضها في مياه العاصي، وسط أنباء عن تثبيت الجيش السوري مواقعه في القصور والقرابيص وإحراز تقدّم داخل الحيّين المشتعلين. يحدث ذلك بالتزامن مع فشل الجيش السوري في التقدم إلى بلدة خناصر في ريف حلب واضطراره إلى التراجع وسحب قواته، مع استمرار القصف على تلبيسة والرستن في ريف حمص. معلومات تتحدث عن استعدادات الجيش السوري لدخول معركة حلب خلال أيام مع مطلع الشهر المقبل، على الرغم من حراجة المعارك في بقية المدن. وعلى الرغم من أن التهديدات الأميركية قد شملت مواقع تمركز قوات الحرس الجمهوري، إلا أن عناصره تثبّت عسكرياً في مواقعها، خشية التفاف مسلحي المعارضة بعد الضربة المتوقعة لإحراز تقدّم مفاجئ، حسب مصدر ميداني في الأحياء الجنوبية. وفي اللاذقية، شهدت بلدة سلمى قصفاً مدفعياً متواصلاً دون أي تقدّم بريّ للجيش، وسط استنفار أمني كبير داخل أحياء وسط المدينة.