أدرك مسؤولون داخل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) أنّ السعودية كانت جادة في إسقاط النظام في سوريا، حين عيّن الملك السعودي بندر بن سلطان ليقود هذه الجهود، حسب «وول ستريت جورنال». ورأت الصحيفة الأميركية أن مسؤولي «سي آي إي» اعتقدوا بأنّ الأمير بندر، الدبلوماسي المخضرم الذي عمل بين واشنطن والعالم العربي واشتهر في حياكة المؤامرات، استطاع أنّ يعطي ما لم تستطع «سي آي إي» تقديمه: طائرات محمّلة بالمال والسلاح. ووصفه دبلوماسي أميركي بأنّه واسطة عربية للسيطرة من تحت الطاولة، على حد ما كتبت الصحيفة الأميركية.
وتقول «وول ستريت جورنال» إنّ بندر هو واحد من أكثر صانعي الصفقات نفوذاً في واشنطن، حيث كان سفيراً لبلاده، لكنه اختفى لفترة طويلة من المشهد العام. وتشير، في الوقت نفسه، إلى عودة صعود دوره كعامل جيوبوليتيكي، إذ إن أبرز الأهداف لدى السياسة الخارجية السعودية في هذا الوقت هو دحر النظام السوري وحلفائه إيران وحزب الله.
بندر الذي كان يتابع العمليات من مراكز القيادة السرية بالقرب من خطوط الجبهة السورية، طار إلى قصر الإليزيه في باريس وإلى الكرملين في موسكو، في إطار جهوده لتقويض الحكم في سوريا، حسبما قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون وعرب.
في الوقت نفسه، يقود السفير السعودي الحالي لدى واشنطن عادل الجبير، الذي وصفته الصحيفة بأنه أحد رجال السلطة السعودية المؤثرين، حملة موازية للتملق للكونغرس الأميركي وإدارة الرئيس باراك أوباما «المترددة» لتوسيع حجم الدور الأميركي في سوريا.
وتضيف أنّ الصراع في الشرق الأوسط أصبح حرباً بالوكالة تقوم بها فصائل في المنطقة، معتبرةً أن الجهود السعودية في سوريا هي مجرد علامة واحدة من جهودها الواسعة لتعزيز نفوذها في المنطقة.
لقد وضعت «سي آي إي» حدوداً على جهودها للتسليح، لكنها عملت على تدريب المتمردين السوريين على أفضل أنواع القتال، تختم الصحيفة.
(الأخبار)