القاهرة ـــ الأخبارحضر الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أولى جلسات محاكماته بعد قرار إخلاء سبيل، مع نجليه وأعوانهم، وفي الوقت نفسه عُقدت أولى جلسات محاكمة قادة «الإخوان المسلمين»، الذين تغيبوا عن الجلسة لأسباب أمنية، بحسب ما قال القاضي، غير أنه وعد بأن يكونوا حاضرين في القفص في الجلسة التالية التي حددت يوم ٢٩ تشرين الأول المقبل.
وفي أقل من عشر دقائق، افتتحت جلسة محاكمة قادة «الإخوان» وأُغلقت. وحين طُلب من القاضي أن يبرر لماذ لم يُحضر القادة الى القفص، قال «إنتو عارفين الوضع الأمني للبلد»، لكنه وعد بأن يكونوا في الجلسة التالية.
أما محكمة جنايات القاهرة، فقد استفاضت في محاكمة الرئيس المخلوع ونجليه وأعوانهم، وعرضت النيابة العامة مجموعة من الوثائق والأحراز التي تدين المتهمين في قضية قتل المتظاهرين. وحرص القاضي على الإظهار للرأي العام، في الجلسة التي نقلت مباشرة على الهواء، حيادية المحكمة وحرصها على العدالة، قائلاً «أنا عمري ٦٢ عاماً، يعني بيني وبين القبر شوية، ولازم أحكّم ضميري»، مشدداً على أن هيئة المحكمة تعاين الأدلة وتستمع إلى الدفاع ثم تخلو الى نفسها، متكلة على توفيق الله ودعوات الشعب المصري كي تحكم بالعدل.
وفي نهاية الجلسة، حددت محكمة جنايات القاهرة يوم 14 أيلول موعداً لاستئناف جلسات محاكمة مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين، بتهمة التواطؤ على قتل متظاهرين.
وأعلنت تشكيل لجنة ثلاثية لدراسة ملف القضية، ولجنة خماسية لدراسة قضايا الفساد المتهم فيها مبارك، ولجنة خماسية ثالثة لدراسة ملف قضية تصدير الغاز الى إسرائيل.
وأدت محاكمة أولى في حزيران 2012 الى الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس الاسبق على خلفية قضية التواطؤ على قتل متظاهرين، لكن محكمة النقض أمرت بإعادة المحاكمة التي انطلقت مجدداً في 11 أيار.
وفي قضية محاكمة المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، محمد بديع، وأعضاء قياديين آخرين في الجماعة، قررت المحكمة تأجيل الجلسة الى 29 تشرين الأول بعد جلسة استغرقت حوالى عشر دقائق لم يحضرها المتهمون.
والجلسة التي عقدت اليوم لمحاكمة قادة الإخوان هي أولى جلسات محاكمتهم بتهم تتصل بقتل متظاهرين حول المركز العام للجماعة في القاهرة نهاية حزيران وفي الأول من تموز.
ويحاكم مع بديع نائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي وثلاثة آخرون من أعضاء الجماعة بتهم تشمل التحريض على قتل المتظاهرين وإمداد الفاعلين الأصليين بالسلاح، بحسب قول النيابة العامة.
وقال رئيس المحكمة المستشار محمد أمين القرموطي، إن المحكمة قررت تأجيل المحاكمة الى جلسة 29 تشرين الاول 2013 لإحضار المتهمين من محبسهم. وأشار الى أن المتهمين «مقيدة حريتهم ووزارة الداخلية تزعم عدم قدرتها على إحضار المتهمين لدواع أمنية».
وأجّلت المحكمة للجلسة نفسها محاكمة 30 شخصاً آخرين في قضية منفصلة قالت النيابة العامة إنهم قتلوا تسعة متظاهرين وأصابوا نحو مئة آخرين خلال اشتباكات بين مئات المتظاهرين وحراس المركز العام للجماعة المكون من عدة طبقات انتهت باقتحام المتظاهرين للمقر الذي يوجد في هضبة المقطم في جنوب العاصمة.
وأوضح المحامي محمد عبد المجيد أن المحاكمة لا يمكن أن تستمر في غياب المتهمين. وأضاف أن القضاة سيؤجلون القضية حتى حضور المتهمين.
من جهة ثانية، قررت النيابة العامة تجديد حبس كل من حازم صلاح أبو إسماعيل رئيس حزب الراية السلفي، والدكتور حلمي الجزار القيادي الإخواني، وعبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين، وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، ومحمد العمدة النائب البرلماني السابق، 15 يوماً على ذمة التحقيقات في اتهامهم بالتحريض على أحداث «بين السرايات».
ونسبت النيابة إلى المتهمين تهم القتل والشروع في القتل، وتكوين جماعة إرهابية بهدف نشر الفزع بين المواطنين، وتكدير الأمن الداخلي للبلاد.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن السلطات المصرية ألقت القبض على المتشدد المقرب من شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، داود خيرت، في حي مدينة نصر في القاهرة، فيما ألقي القبض على خمسة إسلاميين متشددين آخرين في أماكن أخرى.
وذكرت المصادر الأمنية أن السلطات اتهمت خيرت بتزويد متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي بالسلاح، ووصفته بأنه «الذراع اليمنى» لمحمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة، الذي ألقي القبض عليه قبل أسبوع.
وفي السياق، ذكرت المصادر الأمنية أنه تم إلقاء القبض على ابن القيادي في جماعة الإخوان محمد البلتاجي في مدينة بني سويف في جنوب مصر.
الى ذلك، قررت السلطة الموقتة في مصر تقليص حظر التجوال بمعدل ساعتين، ليبدأ عند الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي بدلاً من الساعة السابعة، باستثناء أيام الجمعة من كل أسبوع، وهو القرار الذي قوبل بترحيب شعبي على الفور.
على الصعيد الدولي، انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان شيخ الأزهر أحمد الطيب لتأييده ما وصفه «الانقلاب العسكري» في مصر، قائلاً إن التاريخ «سيلعن» العلماء أشباهه.
ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن أردوغان قوله إنه شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيّد «الانقلاب العسكري» في مصر، وتساءل «كيف يمكنك القيام بذلك؟»، مضيفاً أن «ذلك العالِم انتهى. إن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ علماء أشباهه في تركيا من قبل». وقال إن الذين يلزمون الصمت حيال الحوادث في مصر لن يكون لهم الحق في التكلم عن الظلم غداً.
الى ذلك، أعادت مصر فتح معبرها الحدودي مع قطاع غزة أول من أمس، بعد أربعة أيام من إغلاقه، ما سمح لمسافرين تقطّعت بهم السبل بدخول أو مغادرة الأراضي الفلسطينية في غزة.