غير أنها انتهت باشتباكات مع الأهالي والقوى الأمنية، في ظل تردد معلومات عن حصول مفاوضات بين السلطة الحالية وقادة من جماعة «الإخوان»، رغم أن معظمهم معتقلون أو ملاحقون، من أجل الخروج من الأزمة. من جهة ثانية، قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن العلاقات الأميركية المصرية لن تعود كما كانت.
وخرج أنصار «الإخوان» في مسيرات بالآلاف، عقب الصلاة من مساجد عدة في القاهرة، ورددوا هتافات معارضة للسلطة المؤقتة، بينها «انقلاب انقلاب»، وحملوا أعلام مصر وصور مرسي وأوراقاً صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير الى الرقم «أربعة»، في اشارة الى اعتصام «رابعة العدوية».

وقال خالد عبد الحميد، الذي ذكر أن 11 من أصدقائه قتلوا خلال تفريق الاعتصام في رابعة: «سنتظاهر حتى ننهي الانقلاب ونعيد الشرعية».
وفي مدينة طنطا، شمالي القاهرة، وقعت مواجهات بالحجارة والزجاجات الفارغة بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين نظّموا مسيرة احتجاجية.
وفي المنصورة، اقتحم العشرات مقر حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، وأشعلوا النار في المحتويات بعد إخراجها من المقر. فيما حاصرت قوات الأمن مسيرة انطلقت من مسجد الإيمان بشارع قناة السويس، حيث اقتحم عشرات البلطجية المسيرة بالأسلحة البيضاء والخرطوش، ما أدى الى وقوع إصابات عدة في صفوف المتظاهرين.
واستبق الجيش المصري التظاهرات عبر تكثيف وجوده في محيط المنشآت الحيوية في القاهرة تحسباً لاندلاع أعمال عنف. وقالت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية، إن الجيش عزز انتشاره في محيط قصر الاتحادية الرئاسي ووزارة الدفاع وميدان رابعة العدوية وأغلق محيط ميدان التحرير أمام حركة المرور.
في غضون ذلك، كشفت مصادر إخوانية بارزة لصحيفة «الوطن» المصرية عن وجود مفاوضات بين قادة من الإخوان، والسلطة الحالية، لحل الأزمة. ونقلت الصحيفة عن المصادر قولها إن المفاوضات تتضمن وقف الملاحقات الأمنية وحملة إلقاء القبض على قادة «الإخوان»، وعدم حل الجماعة، مقابل وقف التنظيم أعمال العنف والتظاهرات، موضحة أن زيارة أسرة المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، له أول من أمس، في سجن طرة، كانت تهدف إلى أخذ رأيه فى بعض الأمور المتعلقة بالمفاوضات.
كذلك نقلت عن محمد السيسي، عضو اللجنة القانونية بحزب «الحرية والعدالة»، أن «الإخوان» مستعدون للجلوس على طاولة التفاوض مع النظام الحالي في إطار الشرعية بهدف الوصول إلى حل سياسي، شرط أن يتم وقف الحملات الأمنية ضد قادة التنظيم. فيما ذكر محمد هيكل، عضو اللجنة المركزية لحملة «تمرد»، أنهم يرحبون بأي عملية للتفاوض مع تنظيم «الإخوان» لحل الأزمة، ولكن من دون أي شروط، وأن يكون التفاوض مع الأشخاص الذين لم يتورطوا في دماء الشعب.
من جهة ثانية، أكد الأزهر الشريف للأمم المتحدة أن الاقباط في مصر نسيج واحد في الوطن وشركاء في بنائه وتنميته. وأوضح مسؤول في الأزهر أن المحادثات التي أجراها وفد من الأزهر، بتكليف من الإمام الأكبر أحمد الطيب خلال الاجتماع مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان خلال زيارته لمشيخة الأزهر، أكدت أن حرق المساجد نقطة سوداء يتألم لها الأزهر كثيراً، وأن بيت العائلة المصرية من الأزهر والكنيسة يؤكد دائماً الوحدة الوطنية.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة مع «سي أن أن»، إنه حان الوقت لرد فعل حاسم من الولايات المتحدة على الحملة العنيفة، التي يشنها الجيش في مصر. وحذر من «التمرغ في كل موقف صعب، والانجرار إلى تدخلات فادحة الثمن ومكلفة، ما يغذي مشاعر الكراهية أكثر في المنطقة».
وحول الضغط المتزايد للكونغرس لقطع المعونة الأميركية عن الحكومة المصرية المدعومة عسكرياً، قال «أعتقد أن المعونة نفسها لن تعكس ما تفعله الحكومة الانتقالية، لكنني أرى أن معظم ما يقوله الأميركيون هو أننا يجب أن نكون حذرين للغاية بشأن ظهورنا كمساعدين وشركاء في أحداث نراها مناقضة لقيمنا ومبادئنا».
وأضاف إن «الإدارة الأميركية الآن تعيد تقييم العلاقة الأميركية المصرية بالكامل، وليس هناك شك بأننا لن نستطيع العودة إلى العمل كما كان معتاداً، بعد الذي حدث».
ولفت أوباما إلى أنه بعد إطاحة مرسي «كان هناك فراغ، حاولنا فيه بكثير من الجهد والدبلوماسية تشجيع الجيش للتحرك في مسار المصالحة، لكنهم لم ينتهزوا تلك الفرصة».
وتأتي تصريحات أوباما في وقت كشفت فيه وزارة الدفاع الأميركية أنها استأنفت تنفيذ عقود مع مصر تتضمن تزويد الجيش المصري بصفقة دبابات من طراز «أبرامز إم 1» يبلغ عددها 125 دبابة بقيمة 395 مليون دولار، كان قد اتفق عليها في عام 2011، وتنتجها شركة جنرال «دايناميكس». وينص العقد على تزويد الجيش المصري بهذه الدبابات حتى عام 2016 ليصل عدد ما يملكه الجيش المصري من هذه الدبابات إلى 1130 دبابة. وقد بدأ في شهر تموز الماضي وصول الدفعة الأولى من دبابات «أبرامز» إلى المصنع الخاص بتجميع هذه الدبابات الذي يشرف عليه الجيش المصري قرب القاهرة، وقد ساعدت شركة «جنرال ديناميكس» مصر على إقامته، ووصف بأنه «إحدى ركائز المساعدات العسكرية الأميركية لمصر».
غير أن البنتاغون أكد في الوقت نفسه أن بقية عقود مبيعات الأسلحة الأميركية لمصر لا تزال معلقة و«تخضع للمراجعة» بما فيها أربع طائرات مقاتلة من طراز «أف ــ 16» و10 طائرات مروحية هجومية من طراز «أباتشي» وأيضاً دبابات «أبرامز».
وفي سيناء، أعلن المتحدث العسكري العقيد أحمد محمد علي أن حملات أمنية، يقوم بها عناصر من القوات المسلحة والشرطة في سيناء، أدت حتى الآن الى إلقاء القبض على 203 من العناصر الإرهابية المسلحة المتهمة بالهجوم على الكمائن والمنشآت والأهداف الحيوية وقنص المجندين وقوات الأمن بالعريش.
وأوضح المتحدث عبر صفحته على «فيسبوك» أن من بين المقبوض عليهم «124 مصرياً و48 من جنسيات أخرى»، فيما بلغ عدد العناصر الإرهابية والتكفيرية المسلحة التي تم القضاء عليها خلال العمليات 78 قتيلاً، منهم «46 مصرياً، و32 من جنسيات أخرى»، وإصابة 116 آخرين، 62 منهم مصريون و54 من جنسيات أخرى.