القاهرة - كاد حكم الرئيس الاخواني المعزول محمد مرسي أن يعصف خلال عام من حكمه بعلاقات مصر مع دول الخليج، خصوصاً السعودية، وما إن عزلته الجموع البشرية الموالية للمعارضة السابقة بدعم من القوات المسلحة في 3 تموز الماضي، حتى عادت العلاقات الى سابق عهدها، إن لم تكن قد أصبحت أقوى مما كانت عليه.
عقب فض الاعتصامات في «رابعة العدوية» و«النهضة»، وجه الملك السعودي خطاباً إلى جمهورية مصر حول الموقف الحالي والأحداث التي تشهدها البلاد، أكد فيه «على مساندتهم الشديدة للحكومة المصرية وقوات الأمن في محاربتها للجماعات الإرهابية»، وأنهم يدعمون الدولة بشكل كامل للانتقال من المرحلة الحالية، مطالبين كافة الأطراف بضرورة عدم تغييب الضمير الوطني والتصرف بعقلانية. «جبهة الانقاذ الوطني» التي انتقدت مراراً دعم دولة قطر لمصر واعتبرته تدخلاً سافراً في شؤون مصر الداخلية، احتفت بموقف السعودية الداعم لـ30 يونيو، والذي لُقب بتصحيح مسار الثورة، وبادرت أحزابها بإرسال الرسائل المباشرة للملك السعودي وغير المباشرة عبر البيانات الصحافية والإعلام المصري.
الجميع أشاد وبالغ في إشادته بالسعودية، متناسين المعتقلين المصريين في سجونها ومنهم المحامي أحمد الجيزاوي، المحامي والناشط في حقوق الإنسان، الذي اعتقل في مطار الملك عبد العزيز الدولي بالقرب من مدينة جدة في نيسان من العام 2012 بتهمة حيازته كميات كبيرة من مادة «الزنيكس» المحظور تداولها في المملكة، مسبباً احتجاجات كبيرة في مصر وتصعيد القضية عبر وسائل الإعلام المصرية ومنابر الأحزاب السياسية.
وكان أول المحتفين بالسعودية حزب «الوفد» برئاسة السيد البدوي، الذي وجه رسالة خاصة للملك عبد الله بن عبد العزيز، تحمل له الشكر على مساندته للشعب المصري، مؤكداً على أن مصر والمملكة قلبان في جسد واحد.
ياسر حسان، القيادي بحزب «الوفد»، أشادر في حديث لـ«الأخبار» برسالة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، والتي قال خلالها إن «مصر لا يمكن أن ينالها سوء وتبقى المملكة والأمة العربية صامتة.. والسعودية قيادة وحكومة وشعباً وقفت وستقف دائماً مع مصر».
وأوضح حسان أن «السعودية هي الدولة التي حددت وبوضوح موقفها من «30 يونيو»، ورفضت وصفها بالانقلاب العسكري أسوة بموقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معترفة بأن من تولى سدة الحكم في مصر رئاسة مدنية وبما يتوافق مع الدستور المصري».
وقال إن السعودية تتفق مع موقف «الوفد» الخارجي، والذي أكد عليه الفيصل بقوله إن «موقف المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في مصر يتعارض مع مواقفه إزاء سوريا، وكأنه يريد التغطية على ما يقوم به هؤلاء المناوئون من جرائم وحرق لمصر وقتل لشعبها الآمن، بل ويشجع هذه الأطراف على التمادي في هذه الممارسات»، واصفاً إياه بالقوي والحاسم والشجاع.
وتساءل «كيف يمكن لنا أن ننسى تنديده بحرق محافظات مصر بأكملها من قبل تيار يرفض الاستجابة للإرادة الشعبية، في الوقت الذي صمت فيه الاتحاد الأوروبي».
بدوره، أكد حزب «المؤتمر» تقديره لكلمة الملك السعودي. وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق لـ«الأخبار»، إن حزب «المؤتمر» يثمن كلمة الملك عبد الله، ويشكر السعودية والإمارات على موقفهما المشرف ومساندة مصر ضد الإرهاب والدول التي ترعاه، موضحاً أن كلمة الملك السعودي تأتي ردّاً على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي دعم الإرهاب، في دعوة كان يجب التلويح بها ضد المتعاونين مع التنظيم الدولي للإرهاب. ويوم أمس، قام وفد من جبهة «الإنقاذ» والقوى السياسية بزيارة الى مقر القنصلية السعودية بالسويس ولقاء السفير علي بن أحمد قزاز، مقدّمين له الشكر على دور الملك عبد الله لمساندة الشعب والحكومة المصرية أمام الهجمات الإرهابية الغادرة.
تناول اللقاء ما يحدث في مصر حالياً وتصورات ورؤى القوى السياسية للموقف خلال الأسابيع القادمة، مؤكّداً أن الأوضاع ستكون في تحسن وأفضل في ظل جهود الجيش والشرطة والتنسيق العالي بينهم لضبط الإرهابيين وقيادات «الإخوان».