حذّر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، والجنرال في الاحتياط، افرايم سنيه، من حالة الانقسام القائمة في سوريا، والأخطار الكامنة فيه على الأمن القومي لإسرائيل. وفي مقال نشرته أمس صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أكد سنيه أنّ حالة الانقسام في سوريا باتت فعلية، ولا قدرة لأي من الجانبين على إلحاق الهزيمة بالآخر. وأشار إلى أنّ الاقتتال فرز منطقتين جغرافيتين معاديتين: الأولى يحكمها الرئيس (بشار) الأسد، وترعاه إيران وروسيا، بينما يسيطر على الثانية الإخوان المسلمون وتنظيم القاعدة». وأضاف أن «خطر الأسد بات أكبر من ذي قبل، مع تعلقه الكبير بإيران وبقاء ترسانته الصاروخية وسلاحه الكيميائي على حالهما. أما في الجانب الثاني، فقد أوجدت الحرب منطقة عمل جغرافية واسعة لتحرك جهات مرتبطة بتنظيم القاعدة، ومكّنتها من الوصول المباشر إلى أهداف إسرائيلية».
وحول التوزع الجغرافي للانقسام، لفت إلى أنّ «الحدود ليست واضحة جداً، لكن يمكن القول إنّ الساحل السوري ومدنه بما يشمل حمص والقصير حتى دمشق وريفها، باتت هي الدولة العلوية التي يسيطر عليها الأسد، بينما تسيطر جهات مرتبطة بالقاعدة والإخوان المسلمين على وادي الفرات الذي يشق سوريا بشكل منحرف من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، من تركيا حتى حدود العراق». وحذّر من أنّ «المعارضة العلمانية» في سوريا لا تتلقى دعماً من أي طرف خارجي، بينما يتلقى تنظيم القاعدة دعماً من السعودية وقطر، أما الإخوان المسلمون فيتلقون الدعم من تركيا. والمعنى، بحسب سنيه، أنّ الاسلاميين المتطرفين هم الذين يسيطرون على المناطق التي ينكفئ عنها الأسد.
وحول توزع الفرص والتهديدات، رأى سنيه أنّ إيران هي المستفيد الأساسي من الوضع الجديد المتشكل في سوريا. وأشار إلى أنّ «طهران استطاعت بالفعل أن تنقذ حكم الأسد، وأمّنت له حكماً على منطقة جغرافية ممتمدة من ساحل المتوسط إلى الحدود في الجولان، مع قاعدة صلبة من الصواريخ والسلاح الكيميائي». وأضاف أنّ «الأرباح الإيرانية تقابلها خسارة، وهي فقدان التواصل الجغرافي الذي كان قائماً في الماضي بين طهران ودمشق، مروراً بالعاصمة العراقية بغداد».
وأكد أنّ انقسام سوريا لا يحسّن من وضع إسرائيل الاستراتيجي إلا في حالة واحدة فقط، وهي الانقطاع الجغرافي بين بغداد وسوريا «غير الكامل بطبيعته»، مشيراً إلى أنّ «قوة سوريا وحزب الله الصاروخية لا تزال على حالها، ولا تزال تشكل تهديداً ثقيلاً لإسرائيل».
وأحد تداعيات عدم الحسم في سوريا، يضيف سنيه، هو بقاء الساحة اللبنانية على حالها، مع ما سمّاه «السيطرة العملية لحزب الله على لبنان واستخدام أراضيه كقاعدة متقدمة لللعدوان على إسرائيل». ورأى أنّ «الموانئ والمطارات السورية ستبقى منفذاً للإمداد من إيران إلى حزب الله»، مضيفاً أنّ «سيطرة الأسد على منطقة دمشق لا يعني أنه ليس للتنظيمات السلفية وصول مباشر إلى جزء كبير من الحدود في الجولان». وحذر، أيضاً، من أن «خطر تسرب التأثير الاسلامي إلى الأردن ما زال قائماً في ظل الوضع الجديد في سوريا، بل قد يتعزز أكثر».