ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي يعقوب عميدرور، سيتوجه الى واشنطن الأسبوع المقبل، وسيلتقي نظيرته الاميركية سوزان رايس ومسؤولين رفيعين آخرين في البيت الابيض، اضافة الى محافل استخبارية أميركية، لبحث التطورات على الساحة المصرية.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الاسرائيلية وجهت برقيات سرية عديدة، في بداية الأسبوع، الى عدد من كبار السفراء الاسرائيليين في اوروبا الغربية، واميركا الشمالية، تفصل فيها مواقف اسرائيل بالنسبة إلى الوضع في مصر. وأشارت الى أن هذه البرقيات أُرسلت بعد التشاور مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتولى منصب وزارة الخارجية ايضاً. وهي تقدم أجوبة عن اسئلة ستطرح على السفراء الاسرائيليين في مواقع عملهم.
وبحسب البرقيات، لا تنطلق المقاربة الاسرائيلية للساحة المصرية، من موقع حيادي، كما هي حال دول أخرى، بل من جهة أن لما يجري فيها تأثيراً شديداً على اسرائيل التي تشاركها في الحدود. وأضافت «معاريف»، استناداً الى مضامين البرقيات، أنه في الوقت الذي يهتز فيه الحكم المركزي في القاهرة ويتدهور الاقتصاد لا يوجد وقت لتوجيه الاتهامات لأي طرف من الأطراف، سواء الجيش أو «الاخوان المسلمون»، وفي المرحلة الاولى ينبغي السماح للجيش بالعمل على اعادة الاستقرار الى الدولة، وإلا فإن مصر قد تسير في طريق سوريا.
وبحسب «معاريف»، سيطلب عميدرور خلال زيارته للعاصمة الاميركية، تفسيرات عن التسريبات التي تحدثت عن مساعٍ إسرائيلية لمنع اتخاذ قرار بوقف المساعدات العسكرية الأميركية الى مصر، رغم أنّ من غير المستبعد أن يكون عدد من المندوبين الاسرائيليين قد طرحوا مخاوف من خطوة كهذه خلال لقائهم مع مسؤولين في الادارة الاميركية، والحاجة الى تعزيز حكم الجيش، انطلاقاً من الخوف من البديل. وفي ما يتعلق باتهامات رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان حول دور اسرائيل في «الانقلاب العسكري الذي أدى الى عزل محمد مرسي عن الحكم»، أعلن مصدر مسؤول في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، أن مواقف رئيس الحكومة التركية «سخيفة».
وفي السياق نفسه، شنّ رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست افيغدور ليبرمان، هجوماً على اردوغان، مشبهاً اياه بوزير الدعاية النازية إبان الحكم النازي في ألمانيا، جوزيف غوبلس، مشيراً إلى أن «كل من استمع لحديثه الذي يعج بالكراهية والتحريض يدرك دون أدنى شك أنّ الأمر يتعلق بوريث طريق وزير الدعاية النازية».
بدوره، أكد وزير الطاقة والمياه، سيلفان شالوم، في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية، أن بلاده لا تتدخل مطلقاً في الشؤون الداخلية المصرية، «بل ما يهمنا هو الحفاظ على الاستقرار في العلاقات مع مصر، وان نوعية النظام الداخلي هو شأن داخلي مصري، وعلى المصريين أن يفعلوا ما يرونه صائباً». ولجهة تدخل الولايات المتحدة في سوريا ومصر، أوضح شالوم أن «للولايات المتحدة نظرة الى الاحداث في الشرق الاوسط تختلف عن نظرتنا احيانا، وما تختار فعله هو شأنها الخاص، ونحن نشاطرهم القيم نفسها، لكنهم يختارون بأنفسهم ماذا يطبقون».
من جهة ثانية، أعرب الصديق المقرب للرئيس المصري حسني مبارك، بنيامين بن أليعازر، عن فرحته للمعلومات التي تحدثت عن اطلاق سراحه، مشيراً إلى أن الغرب لا يقرأ بشكل صحيح الصورة وأنهم متحمسون للديموقراطية. وأضاف، أن لمبارك دوراً في استقرار الشرق الأوسط، واصفاً إياه بأنه كان «قومياً عربياً، ووطنياً مصرياً». ورأى أن «أغلبية الشعب المصري أدرك الآن أن الذين فضلوهم على مبارك، حاولوا أن ينقلوه من ديكتاتورية عسكرية الى ديكتاتورية اسلامية».